انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الجمعة 24 /5/ 1437 الأخ العزيز عبدالقادر كابلي إثر تعرضه لوعكة صحية طارئة وذلك في إحدى محطات القطار في لندن، و«إنا لله وإنا إليه راجعون». من حسن الحظ قابلت أبو داليا – رحمه الله- عند أول يوم لي في رحلة الغربة وأثناء أول يوم عمل استقبلني بروح جميلة وابتسامة أبوية وصوت يأبى مفارقة مسامعي، مجيباً ومختصراً عليَّ كل التساؤلات والمخاوف في بداية رحلة الغربة: «لا تشيل هم كلنا إخوان يا عُبد». لم تكن مجرد مجاملة أو كلمة عابرة في زحمة النفاق الاجتماعي والمجاملات، بل كانت عهداً وميثاقاً من أخ استقيت من خبرته وتجربته في هذه الحياة ما لا أنساه. رحم الله أخي وصديقي أبو داليا الذي أفنى عمره خدمةً لدينه ووطنه في الداخل والخارج، رحم الله تلك الروح الطاهرة التي لا تعرف الحقد ولا الضغينة ولا المراء ولا الكذب. رحم الله يا صديقي روحك المرحة وطلتك الأنيقة وحسك الأمني وصوتك الجهوري وبساطتك وتلقائيتك. إن رحلت بجسدك عنا فثق أن أرواحنا لم تفترق، ما زلنا نتلاقى ونتعلم من حبك وإخلاصك لعملك، نتعلم منك كيف يسعى المرء لرزقه ورزق بيته حتى آخر ثانية من عمره دون كلل أو ملل. نتعلم منك أن العمر مرة وما يرحل لا يعود لنعيش بحب وصفاء وصدق ورضى. لن أنسى حبك وحرصك ووفاءك لي في كل موقف جمعنا، لن أنسى حرصك على اجتماع الأحبة في لندن فلقد كنت سبَّاقاً وحريصاً على هذه اللقاءات التي كانت تقوينا ببعضنا. إن بخلت هذه الدنيا بالمساحات والأوقات وأخذتك من كل محبيك، فلن يبخل مَن خَلَق الدنيا أن يعوِّضك ويعوضنا بخيرات من عنده، فرحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته. مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها ومن كتبت منيته بأرضٍ فليس يموت في أرض سواها.