تشكل الفنون بكل أنواعها وأطيافها جزءا لا يتجزأ من تركيبة المجتمع، وهي تتغذى من قوت المجتمع، وبالتالي وجودها المتجدد وحضورها المتميز مطلب ضروري لإنعاش الحياة وإدخال البهجة في نفوس أبناء المجتمع. يوم أمس الأول، عشنا كرنفالا ثقافيا عظيما في منطقة حائل، عندما شمرت جمعية الثقافة والفنون عن سواعدها لخدمة الفن ورواده.. بدأ المهرجان بعرض مسرحي – أوبريت – دعماً وتشجيعاً لجنود الوطن على الحد الجنوبي، فقد تم تأليفه وتلحينه وإخراجه بجهود الجمعية ثم بعد ذلك تم تدشين معرض الفن التشكيلي، الذي شارك فيه أكثر من ثلاثين فناناً وفنانة من جميع مناطق المملكة، وكانت المفاجأة المدهشة عبر رؤية الجدارية الرائعة التي استغرق تنفيذها عدة أشهر، بقيادة الفنانة التشكيلية خلود الحربي، وبقيه فريق العمل ثم بعد ذلك عرض الفيلم السينمائي (بسطة) للمخرجة الحائلية المبدعة هند الفهاد، التي نالت عليه جائزة لجنة التحكيم بمهرجان دبي السينمائي الدولي.. كان يوماً حافلاً بالحيوية والجمال الذي نفتقده في مجتمعنا.. بالرغم من أن الجمعية تقدم كل هذه الأنشطة وتصلنا رسائل الجوال بين الحين والآخر، إلا أن ما يغيب عن بعضنا أن ميزانيتها لا تتعدى ربع الأندية الأدبية! وهنا يجب أن نشيد بدور القطاع الخاص الذي يدعم ويساند تلك الأنشطة، وهو الدور المطلوب منهم تجاه خدمة المجتمع فلو لم يجتمع الشباب في محافل رسمية فيها شؤونهم من سينما ومسرح وفنون أخرى، لربما تحولوا أدوات للتزمت ومن ثم وقوداً للتنظيمات الإرهابية! بقي أن نشيد بربان الجمعية الأستاذ خضير الشريهي، الذي رغم معاناة الشح المالي والوقوف وحيداً ضد التيارات التي ترفض الفنون، إلا أنه استطاع بنجاح باهر أن يتميز في أداء عمله ليصبح بمرتبة (مجاهد) على وصف الأستاذ سلطان البازعي فيمن يعمل في جمعيات الثقافة والفنون.. الشريهي قدم فريق العمل قبل أن يقدم نفسه، وهذا هو ديدن روح فريق العمل الناجح برئاسة قائد فذ.