قرر رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، تشكيل لجنة فنية متخصصة لتطوير المتحف الوطني في الرياض، في وقتٍ شدَّد مستشاره لتطوير السياحة الثقافية، الأمير سلطان بن فهد بن ناصر، على أن الثقافة المتحفية لم تعد ترفاً. وأعلنت «السياحة والتراث الوطني»، في بيان لها أمس، صدور قرار تشكيل اللجنة برئاسة الأمير سلطان بن فهد بن ناصر، وبعضوية نائب رئيس الهيئة للآثار والمتاحف، الدكتور حسين أبو الحسن، ومستشار رئيسها للتراث والثقافة، الدكتور علي العنبر، ومدير عام الموارد البشرية فيها، الدكتور تركي بن نادر، ومدير عام إدارة البرامج والمنتجات، عبدالله المرشد، ومدير عام الإدارة العامة للمشاريع والشؤون الهندسية، المهندس عبدالمحسن أبانمي، ومدير عام المتحف الوطني، جمال عمر (مقررا). وتضمَّن القرار عدداً من المهام بينها وضع الأهداف العامة للمتحف، ومراجعة الخطط والمشاريع الرئيسة فيه، والإشراف الكامل على برنامج تطويره، وتقديم خطة عمل مع مسارٍ زمني محدَّد لأعمال اللجنة التطويرية، مع استقطاب خبراء للمساعدة في التطوير. وربطت «السياحة والتراث الوطني» بين القرار وبرنامج التطوير الشامل للسياحة والتراث الحضاري الذي شرعت في تنفيذه. وأفاد نائب رئيسها المشرف العام على مشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، الدكتور علي بن إبراهيم الغبان، بأن العمل جارٍ حالياً لتطوير المتاحف وفي مقدمتها المتحف الوطني. ولاحظ أن مشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري منح أولوية للمتاحف لدورها الرئيس في التعريف بالتراث الحضاري وربط المواطنين به. وأشار إلى توفُّر برامج لتطوير المتاحف والارتقاء بمستواها لتتحول إلى معالم حضارية، مُبيِّناً أن «اللجنة الفنية لتطوير المتحف الوطني ينتظرها عملٌ مهم لتطوير أداء المتحف وعروضه وأنشطته بما يتواءم مع مكانته كمتحف رئيس للعاصمة». واعتبر رئيس اللجنة، الأمير سلطان بن فهد، أن قرار تشكيلها يأتي في إطار اهتمام رئيس «السياحة والتراث الوطني» بالمتحف الوطني نظراً لدوريه السياحي والثقافي المهمَّين وبوصفه في مقدِّمة الوجهات السياحية في العاصمة. ورأى أن الثقافة المتحفية لم تعد ترفاً «إنما أصبحت ضرورة لكل مواطن وزائر لما تحمله المتاحف من كنوز ثقافية وعروض لحضارات وحقب زمنية مختلفة»، مشدِّداً على «وجوب اكتمال التجربة في مجال الثقافة المتحفية في المملكة خلال الفترة القليلة المقبلة». وأوضح «سنعمل من خلال هذه اللجنة وبتوجيه ومتابعة من رئيس الهيئة على تطوير المتحف الوطني في الرياض وتعزيز محيطه الثقافي لجذب أكبر عدد من الزوار وتمكينهم من الاطلاع على التراث الوطني الأصيل والاستمتاع بالزيارة وتحقيق تجربة سياحية ثقافية وترفيهية ناجحة، كما سنعمل على إيجاد أنشطة وبرامج ثقافية تعزز من قيمة التراث الوطني لدى المواطن وتنمِّي التجربة السياحية المتحفية وترسخ الهوية الوطنية الثقافية، باعتبار أن المتحف هو أساس السياحة الثقافية»، كاشفاً عن بدء اللجنة في وضع خطة زمنية لإحداث تطوير شامل للمتحف. وكان الأمير سلطان بن سلمان صرَّح بأن الهيئة ستعمل على إحداث نقلة تطويرية شاملة لقطاع المتاحف في إطار برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة. وأكد الأمير سلطان، في تصريح صحفي عقب افتتاح معرض عواصم الثقافة الإسلامية في المتحف الوطني مؤخراً، أن المتحف يحظى بعناية خاصة من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، حينما كان أميراً لمنطقة الرياض. وافتتح الملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله – المتحف في عام 1419 ه في إطار الافتتاح الكبير لمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بمناسبة مرور 100 عام على دخول الملك المؤسس الرياض.