أفادت مصادر سورية بوصول ألفي مقاتل على الأقل من المعارضة إلى شماليِّ البلاد عبر تركيا لتعزيز التصدي لهجومٍ يقوده أكراد، في وقتٍ طلبت واشنطن من موسكو عدم مهاجمة قواتٍ أمريكية خاصةٍ على الأراضي السورية. وأكدت المصادر أن مقاتلين خرجوا سراً من محافظة إدلب (شمال غرب) في رحلة استغرقت 4 ساعات وسهَّلتها القوات التركية ثم دخلوا البلاد مرةً أخرى في عملية نقلٍ دامت عدة ليالٍ لدعم الدفاع عن مدينة إعزاز الواقعة في محافظة حلب (شمال). وبيَّن قيادي في فصيل «الجبهة الشامية»، ويُدعى «أبو عيسى»، أن الأتراك «سمحوا لنا بنقل كل عتادنا من أسلحة خفيفة إلى ثقيلة، من قذائف وراجمات صواريخ وحتى دبابات»، نافياً وجود مقاتلين من «جبهة النصرة» المتشددة ويشارك «الجبهة الشامية» في إدارة معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا. ولفت مصدر أمني تركي إلى صحة المعلومات عن عبور المقاتلين. وقدَّر عددهم بنحو 400 أو 500 مقاتل، فيما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «مئات منهم عبروا الحدود». وبات الطريق من تركيا خط الإمداد الوحيد لإعزاز بعدما أغلقت قوات بشار الأسد طريقاً رئيساً كان موصِلاً إلى مدينة حلب. وداخل المدينة؛ استمرت اشتباكات كثيفة بين جماعات مُعارِضة ومقاتلين أكراد في حي الشيخ مقصود الخاضع للسيطرة الكردية، بحسب المرصد. وكانت أنقرة تعهدت عدم السماح لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية بالحصول على موطئ قدم على حدودها، وقصفت مواقعهم رداً على إطلاق نارٍ عبر الحدود. وأشار مصدر آخر من المعارضة إلى تكثيف أنقرة توريد المعدات العسكرية للمعارضين. وأبلغ وكالة الأنباء «رويترز» بقوله «نحصل على إمدادات جديدة من كل شيء، من الصواريخ لقذائف المورتر والمركبات المدرعة، كل شيء تقريباً يُورَّد لنا الآن». وتحدث عن حضوره عملية تسليم أسلحة وعن مركبات تركية أفرغت ذخيرة ومعدات في مركبات وشاحنات تابعة للمعارضة. ونقلت «رويترز» عن قياديَّين آخرَين من المعارضة أن إمدادات جديدة من صواريخ أرض- أرض التي يبلغ مداها 20 كيلومتراً تم توريدها لتعزيز التصدي للهجمات. في غضون ذلك؛ أوضح مسؤولون عسكريون في الولايات المتحددة أن بلادهم أبلغت روسيا عن مناطق واسعة في شمال سوريا تعمل فيها قوات أمريكية خاصة «حتى تحميهم من الضربات الجوية». ويمثل التحرك خطوةً في التنسيق العسكري بين البلدين في سوريا، إذ أعلنت واشنطن سابقاً أنه يقتصر على الاتفاق على تفادي الحوادث في الجو. وأبلغ المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الصحفيين أمس بقوله «هناك مساعٍ لحماية سلامة أفرادنا من خطر الضربات الجوية الروسية، وهذه الخطوات اتخِذَت وتمَّ احترامها حتى الآن»، مشدِّداً «نحن نحمي سلامة جنودنا المعرضين للخطر».