قتل أحد المواطنين في جازان ابنه (10 سنوات) أمس الأول، بعد أن اصطحبه من مدرسته الابتدائية بأحد المسارحة، إلى أحد الأحواش وقام بنحره بسكين قبل أن يبلغ عن نفسه للشرطة التي تحقق في ملابسات الجريمة ودوافعها، في وقت كشف شقيق الأب أن شقيقه مصاب باضطرابات نفسيه وهلوسات. وقال الناطق الإعلامي لشرطة منطقة جازان المقدم محمد الحربي إنه في تمام الساعة الرابعة عصرا من مساء أمس حضر لمركز الضبط الأمني بالدغارير مواطن (40 عاما) وأبلغ عن اصطحابه ابنه (10 سنوات) من مدرسته الساعة التاسعة صباحا وتوجه به لأحد الأحواش قرب الإسكان وقام بنحره من عنقه بسكين. وأضاف الحربي: أنه عثر في الموقع المذكور على جثة الطفل، فيما لم يكشف الأب عن أسباب ودوافع جريمته، لكن شقيقه حضر وأكد أن شقيقه يعاني من اضطرابات نفسية وهلوسات. وقد تم اتخاذ اللازم وباشرت الشرطة والخبراء المختصون إجراءات المعاينة، وأحيلت القضية إلى فرع هيئة التحقيق والادعاء العام لإكمال الإجراءات النظامية . من جهتها شكلت إدارة تعليم منطقة جازان لجنة للتحقيق في ملابسات خروج الطالب الذي يدرس في الصف الرابع الابتدائي بمدرسة تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة أحد المسارحة، بعد أن حضر والده لاصطحابه قبل أن يقدم على قتله. وذكرت الإدارة في بيان لها أنها تابعت تفاصيل الحادثة الأليمة التي أدت إلى مقتل عبدالله محمد سويدي على يد والده مساء أمس الأول، حيث تقوم الجهات الأمنية بمتابعة مهامها الأمنية وإجراءاتها الأمنية في مثل هذه الحالات، وقد وجه مدير عام تعليم جازان بتشكيل لجنة عاجلة لمعرفة تفاصيل خروج الطالب من المدرسة وما هي الإجراءات الرسمية التي تم اتباعها حيال ذلك. من جهتها أبدت إمارة جازان انزعاجها الشديد من تطور أساليب الاعتداء على الأقارب، داعيةً المختصين في الجامعات ومراكز مكافحة الجريمة ومسؤولي وزارتي الشؤون الاجتماعية والشؤون الإسلامية إلى تحليل دوافع العنف الأسري واقتراح الحلول المناسبة. وعبَّرت الإمارة عن صدمتها العميقة بعد الإعلان عن الحادث، إذ كان يُفترَض في الأب أن يكون الحضن الدافئ والملاذ الآمن لبراءة طفله المغدور بدلاً من اغتيالها بهذه الطريقة. وأبدى المتحدث باسم الإمارة المدير العام للتخطيط والتطوير فيها، علي زعلة، أسفاً بالغاً لتنامي حالات العنف الأسري والاعتداء على الأقارب والتمادي في الإيذاء الجسدي والمعنوي للأبناء والزوجات والأمهات بما يتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي والأعراف الاجتماعية السائدة. وجدَّد دعوة إمارة المنطقة الأكاديميين المختصين في الجامعات السعودية والباحثين في مراكز مكافحة الجريمة والمسؤولين في وزارتي الشؤون الاجتماعية والشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد إلى «المبادرة بدراسة وتحليل دوافع وأبعاد حالات العنف الأسري واقتراح واعتماد الحلول المناسبة لاحتواء ومعالجة هذه الممارسات المرفوضة دينياً واجتماعياً والحد من آثارها السلبية».