يعرف عن وسط المحاماة الجدية، لاسيما حينما يترافعون أمام القضاة بكل حزم عن قضايا الموكلين والموكلات، وبالتالي بات الانطباع السائد عن المحامين أنهم يغرقون بسيل من الهموم والمشاكل والقضايا،وأنه لا مكان للطرفة في عملهم.»الشرق» حاولت أن تقتنص بعضا من المواقف الطريفة، التي تعرض لها المحامون في السعودية من واقع عملهم.. فكانت الحصيلة التالية: تحرش قديم البداية كانت مع المستشار القانوني الدكتور سعد الوهيبي، الذي يسرد أحد المواقف الطريفة التي تعرض لها، وقال: القضايا التي تعرض علينا بعضها مضحك ويحمل مواقف طريفة، وهنا أتذكر أنه عرض عليّ قبل سنوات قضية من شخص عمره 65 عاماً، يدعي على صديق له، أنهما حينما كانا في مرحلة الدراسة الثانوية قام بالتحرش به جنسياً، فلم أتمالك أمام هذا الموقف نفسي وضحكت كثيراً، وقلت له بعد خمسين عاماً الآن تتذكر الواقعة، وبالتالي قمت بالاعتذار وعدم قبول المرافعة، ونصحته بأن لا يقدم على هذه الخطوة طالما أن دليله فقط الكلام». محامٍ صغير ويضيف المحامي فهد بارباع سلسلة المواقف الطريفة بالقول: «أتذكر قبل ثلاثين عاماً أنني ذهبت إلى المحكمة للدفاع عن موكلي، وكنت وقتها شاباً في بداية حياتي المهنية، وكان الخصم رجلا طاعنا بالسن، فحينما شاهدني رفض الجلوس معي أمام القاضي، وقال لو علمت أن هذا الشخص الصغير هو من سيترافع عن خصمي، لأرسلت له أحد أبنائي لمناقشته، فما كان مني أنا والقاضي إلا أن ضحكنا من موقفة وردة فعله». على الهواء من جانبه، أضاف المستشار القانوني خالد أبو راشد قصة له، وقال: «الموقف الطريف الذي تعرضت له، حينما كنت ضيفاً عبر أحد البرامج التلفزيونية على الهواء مباشرة، حيث تلقيت اتصالاً من سيدة كبيرة بالسن، فقالت أنت ولد فلانة، فقلت نعم يا خالة، فقالت خالتك فلانة وجدتك فلانة، وأخذت تسرد أسماء نساء العائلة، وأنا أردد عبارة (نعم يا خالة هاتي السؤال)، دون أن تستجيب، فوجدت نفسي في موقف طريف للغاية من صنع هذه السيدة الكبيرة بالسن، التي تحدثت معي أمام المشاهدين بعفوية». بين الزوجين في ذات الإطار، تعرض المحامي عمر خولي ذات يوم لموقف لا يخلو من الغرابة، وأفاد قائلا: «اختارني أحد القضاة أن أكون محكما بين رجل وزوجته، التي كانت تطلب الخلع من زوجها، فاجتمعنا أنا ومحكم آخر من أقاربها، والمدعية (الزوجة) في بيت والدها وتحدثنا معها، وأوضحت وجهة نظرها وأسباب طلبها الطلاق، وبعدها اجتمعنا مع الزوج، وحاولنا تقريب وجهات النظر، فخرجنا بقناعة مشتركة، ثم أعددت التقرير الذي سأقدمه للقاضي. وفي جلسة محددة ذهبت إلى القاضي مع وجود الزوج والزوجة، وسلمت التقرير، وبعدما قرأ التقرير، قال القاضي لي هل هذه الإجراءات التي اتبعتموها، قلت: نعم ، ثم قال: هل هذا الزوج ؟ قلت: نعم، ثم قال هذه الزوجة ؟، قلت: لا أعلم، فرد القاضي علي: كيف لا تعلم هل هي الزوجة التي تتحدث معها أم لا؟، فكان الموقف محرجاً جداً بالنسبة إلي»، وأضاف»حيث إن الزوجة كانت مختلفة بدرجة كبيرة، على النحو الذي شاهدتها من قبل في بيت والدها فعند الجلسة كانت ترتدي قفازاً أسود، ووضعت ما يقارب أربع طبقات من الغطاء على وجهها، فلم أكن أعلم فعلاً هل هي أم لا؟، والطريف في الأمر أن بعض النساء يتخذن من ذلك اللباس منحى آخر، لكي تستعطف القاضي، وأيضا هناك بعض الرجال من يطلق لحيته، لكي يستميل القاضي إلى جهته، ومع ذلك تظل هذه التصرفات والمواقف تثير الاستهجان و الغرابة عند تذكرها».