تجمع معلمون من أبناء محافظة الجفوف، أمس، وعاملون في بقية المناطق، أمام مبنى الإدارة العامة للتربية والتعليم، احتجاجا على سياسة التقشف التي تتبعها الإدارة من جهة طلب الاحتياج للمعلمين من الوزارة، على مدى الأعوام الماضية، معتبرين أنها تتحمل مسؤولية اغترابهم وتشتت أسرهم، نتيجة قلة الأعداد التي يتم نقلها إلى المنطقة من أبنائها العاملين لدى بقية إدارات التعليم في المملكة، لا سيما وأن العديد منهم تجاوزت خدمتهم في العمل أكثر من 15 عاما في حين لم تشملهم أكبر حركة للمعلمين التي أعلنتها الوزارة قبل أيام. وكشف معلمون ل»الشرق» أن مسؤولي إدارة تعليم الجوف نجحوا في امتصاص حماس المتجمهرين أمام المبنى، فور علمهم بتصاعد الوضع وزيادة عدد المتجمهرين، وحضور سيارات الأمن إلى الموقع، لاستطلاع ومراقبة الوضع، ودعوتهم إلى لقاء مدير التعليم بالمبنى وعرض مطالبهم عليه، ومناقشة قضيتهم للوصول إلى حل، وهو ما اقتنع به المعلمون، ودخلوا المبنى حاملين اللافتات التي كتب عليها شعارات تلخص همومهم ومطالبهم، وبينها «بعيدون عن الأهل والحرية ومطلبنا حركة إلحاقية». وفي بداية لقاء مطر الزهراني مدير تعليم الجوف بالمعلمين، اقترح عليهم الحل الذي يراه أنه الأنسب، وذلك «أن يكتب كل معلم بياناته الشخصية التي تشمل تخصصه ومدة خدمته ومقر عمله، وأن يتم تسليمها له شخصيا ليتابعها لاحقا». إلا أن الاقتراح أثار غضب المعلمين، وردوا أنه ليس حلا، وسبق أن اقترحه في العام الماضي، عند تجمعهم السابق للقضية ذاتها، معتبرين أنه تخدير ومماطلة، ما جعل الزهراني يطلب الحل منهم، معتبرا أنهم يزايدون بالقضية، ورد أحد المعلمين بالقول «إذا أنت وإدارتك عاجزون عن حل المشكلة على مدى الأعوام الماضية اتركوها لغيركم»، ما أثار غضب مسؤولي التعليم، وارتفاع الأصوات، وتدخل مسؤول آخر ليتولى الرد ويتحول مدير التعليم إلى منصت للحديث طوال اللقاء. وحاول المسؤول تبرير موقف إدارته وأنها ليست مسؤولة عن تجميد حركة النقل، وأن الوزارة المعنية بالأمر، مستشهدا على كلامه بالحلف ورمي يمين الطلاق على زوجته بالقول «حالف بالطلاق أن أترك عملي بالتعليم إذا ثبت أن إدارة شؤون المعلمين بالجوف هي من يتحمل المسؤولية بعدم نقلهم». ولم يقنع قول المسؤول المعلمين المطالبين بالنقل، وقالوا إن تعليم الجوف لم يستحدث في الأعوام الخمسة الماضية إلا افتتاح مدرسة واحدة، على الرغم من التوسع الكبير للنطاق العمراني والكثافة البشرية في أحياء مدن ومحافظات المنطقة. وطالبوا بإيضاح رسمي من الإدارة للمدارس المستحدثة خلال الفترة الماضية، وآلية طلب الاحتياج التي تتبعها مع الوزارة، إلا أن مسؤول شؤون المعلمين نفى ذلك، واعتبر التصريح غير صحيح.