أزاحت فاكهة حمضيات الأترنج في موسمها بمزارع منطقة حائل، البرتقال الدموي واليوسفي من قائمة الأهمية. والأترنج نوع من الحمضيات تعادل الحبة منه أكثر من خمس برتقالات من الحجم الكبير، يتميز بتعادل حموضته، ولم يعرف الأهالي حمضيات أخرى مثل البرتقال واليوسفي والليمون سوى في النصف الآخر منه. وتكمن أهمية الأترنج لدى ربات البيوت، في صناعة المربى المحلي، بعد انتشار إقامة العديد من العوائل الشامية في المدن الحائلية، ونقل التجربة لهم، بالإضافة إلى أكله بالطريقتين التقليديتين المعروفتين، وهما إضافة الملح والفلفل له أو بتقطيعه، وإضافة السكر والماء ونقعه فيهما لعدة ساعات. وتقول المواطنة سعداء الرمالي، أن مربى الأترنج أصبح محبباً بشكل كبير إلى العوائل، ولا يعادله في طيب مذاقه سوى مربى التين البلدي. وأوضحت الرمالي أن ثقافة صناعة المربى اكتسبتها العوائل السعودية، من خلال اختلاطهن بالعوائل الشامية. وقال المواطن عبدالله الدهيش أن أهمية الأترنج، تكمن في كونه النوع الوحيد من الحمضيات المعروف في منطقة حائل خلال بداية القرن الماضي، فلم يكن يوجد في مزارع حائل أي نوع من الحمضيات سواه، ولم يتعرف الأهالي على الأنواع الأخرى من الحمضيات مثل البرتقال واليوسفي والليمون، سوى في منتصف القرن الماضي. وأضاف الدهيش أن لأكل الأترنج طريقتين، إما بتقطيعه وإضافة الملح والفلفل الأحمر المحلى وأكله مباشرة وهي طريقة محببة للنساء، أو بالطريقة المعروفة التقليدية، حيث يتم تقطيعه إلى مكعبات صغيرة وإضافة الماء والسكر ونقعه فيهما لساعات أو حتى يتشرب الأترنج الخليط ويصبح مذاقه مائلا للحلاوة، وأوضح الدهيش أنه قديماً لم يكن يخلو بيت حائلي أو مزرعة من شجرة أترنج، بسبب كثرة إنتاجها، إضافة إلى الاستفادة من غصونها الزائدة في التدفئة.