بعدما كان جيب بوش المرشح الأوفر حظاً للوصول إلى البيت الأبيض؛ بات مُقرَّبون منه يرهنون بقاءه في السباق باختبار الانتخابات التمهيدية للجمهوريين الشهر المقبل في نيوهامشر. ولا يعدُّ المناخ السياسي الرافض للمؤسسات مواتياً لحاكم ولاية فلوريدا السابق ونجل وشقيق آخر رئيسين جمهوريين جورج بوش وجورج دبليو بوش. ويتصدر الملياردير دونالد ترامب نوايا التصويت لدى الحزب الجمهوري على الصعيد الوطني، يليه سيناتور تكساس المحافظ، تيد كروز، الذي يراهن أيضاً على رفض الناخبين للمؤسسات. وانطلق ترشيح جيب بوش بقوة قبل حوالي عام، ونجح أصدقاؤه في جمع أموال تزيد قيمتها على 100 مليون دولار حتى قبل إعلانه رسمياً عن ترشحه في ال 15 من يونيو الماضي. وأعلن دونالد ترامب ترشيحه في اليوم التالي ليقلب سباق الانتخابات التمهيدية رأساً على عقب. ويحصل بوش اليوم على 3 إلى 4% من نوايا التصويت «الجمهورية». ولقلة فاعليته؛ يسخر منه ترامب الذي ينال 34% من النوايا، حتى أنه هَزِئ منه وشجَّعه على استخدام اسم عائلته لتحسين أدائه. وأكد أحد المانحين الكبار لنجل وشقيق رئيسين سابقين أن «جيب يُقرُّ بأنه لا يفهم هذه الظاهرة» و»يشعر بالإحباط من النجاح الذي حققه رجل لا يُلمُّ كثيراً برهانات السياسة الأجنبية».ويوضِّح المانح «مرشحنا مصدوم من أن يُكافَأ رجل لتصريحات غير متسامحة ومزيفة وصادمة». وستجري الانتخابات التمهيدية على عدة أشهر في كل الولايات. وستكون البداية في أيوا في الأول من فبراير ثم في نيوهامشر في التاسع منه، وهي الأهم لأنها ستشكل أول اختبار انتخابي ملموس بعد أشهر من استطلاعات رأي افتراضية. وغالباً ما يؤدي الاقتراع في هاتين الولايتين إلى استبعاد المرشحين الأضعف. ويبدو أن جيب تخلى عن أيوا ليعزز موقعه في نيوهامشر حيث كثَّف فِرقَه. ونسبة شعبيته أفضل في هذه الولاية مما هي على المستوى الوطني مع 9% من نوايا الأصوات، وفقاً لموقع «ريل كلير بوليتيكس» المتخصص.وأفاد المانح بأن «نيوهامشر بالنسبة لجيب مسألة حياة أو موت» و»لم أتصور ذلك أبداً، فقد راهن كثيراً عليها».وبوش ليس الوحيد الذي همَّشه ترامب. ويعتزم حاكما ولايتي نيوجرزي، كريس كريستي، وأوهايو، جون كاسيتش، جمع معسكر الناخبين «الجديين» أي المعادين للملياردير. وهما يركزان إستراتيجيتهما أيضاً على تحقيق نجاح في نيوهامشر. لكن الأستاذ في جامعة ولاية أيوا، ستيفن شميت، الذي يتابع الانتخابات الرئاسية منذ أربعين عاماً اعتبر أنه «لا يجب التركيز على نيوهامشر، بل الاهتمام بالانتخابات التمهيدية المقبلة»، حيث سينجح بوش ومرشحون آخرون في جمع عديد من المندوبين. وستُصوِّت ولايات نيويورك وإيلينوي وأوهايو وويسكونسين وبنسلفانيا في مارس وإبريل، فيما تُصوِّت ولايتا كاليفورنيا ونيوجرزي في يونيو. ويعتبر الجمهوريون في هذه الولايات تقليديين أكثر وربما أقل ميلاً لاختيار ترامب. وللفوز في كاليفورنيا الولاية الأكثر اكتظاظاً؛ على المرشحين إنفاق ثروات للإعلانات التليفزيونية. ويأسف أنصار حاكم فلوريدا السابق لعدم إطلاقه حملة تليفزيوينة قوية ضد ترامب. ويرى المستشار السياسي، ستيوارت ستيفنز، أنه كان يتعين على بوش مهاجمة ترامب بقوة منذ البداية بدلاً من مهاجمة خصومه من اليمين الوسط، خصوصاً السناتور ماركو روبيو الثالث في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني. وذكَّر ستيورات ستيفنز، وهو مستشارٌ للمرشح الجمهوري في 2012 ميت رومني، بأنه «لا عار في التعرض للهزيمة في انتخابات رئاسية». «لكن إطلاق حملة وعدم الفوز مع مساعدة الشخص، الذي يمثِّل كل ما تعارضونه في الحزب الجمهوري وفي حياتكم فذلك سيكون مأساة»، بحسب تعبيره.