تعهد وزراء خارجية دول الخليج باتخاذ مزيدٍ من الإجراءات للتصدي للاعتداءات الإرهابية على البعثات الدبلوماسية للمملكة في إيران، واتفقوا على وضع آلية لمواجهة التدخلات الإيرانية، فيما طالبوا المجتمع الدولي بإلزام طهران باحترام حسن الجوار. ودعا المجلس الوزاري الخليجي، الذي اجتمع بصفة استثنائية أمس في الرياض برئاسة وزير الخارجية السعودي، هيئات ومنظمات المجتمع الدولي وجميع الدول إلى اتخاذ خطوات جادة وفاعلة لمنع تكرار الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى طهران. وأكد المجلس الوزاري وقوف دولِه الستّ صفَّاً واحداً مع المملكة في تأييد القرارات التي اتخذتها ل «محاربة الإرهاب بكافة أشكاله» و«ملاحقة مرتكبي الأعمال الإرهابية ومثيري الفتن وتقديمهم إلى القضاء»، مُنوِّهاً ب «كفاءة السلطة القضائية السعودية واستقلالها ونزاهتها». في الوقت نفسه؛ عبَّر وزراء خارجية الدول الست عن تأييدٍ كامل للإجراءات السعودية في مواجهة الاعتداءات الإرهابية على بعثتيها الدبلوماسيتين لدى طهران ومشهد. وأوضحوا أن دولَهم ستتخذ مزيداً من الإجراءات المناسبة للتصدي لهذه الاعتداءات، مُرحِّبين بالرفض القاطع لها من جانب الدول العربية والإسلامية والصديقة إضافةً إلى مجلس الأمن الدولي. وبعد بحثه تداعيات الاعتداءات وإدانته الشديدة لها؛ حمَّل المجلس الوزاري السلطات الإيرانية المسؤولية الكاملة عن هذه الأعمال الإرهابية بموجب التزامها باتفاقيتي فيينا لعامي 1961 و1963 وبالقانون الدولي. وتحتِّم الاتفاقيتان إضافةً إلى القانون الدولي على الدول مسؤولية حماية البعثات الدبلوماسية على أراضيها. واستنكر المجلس، بحسب بيانه أمس، التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون السعودية الداخلية في شكل تصريحات عدائية وتحريضية بشأن تنفيذ المملكة أحكاماً شرعية صادرة بحق إرهابيين. وعدَّ وزراء الخارجية الخليجيون تلك التصريحات تحريضاً مباشراً للاعتداء على البعثات الدبلوماسية للمملكة، ملاحظين أن «مثل هذه الأعمال لا تخدم السلم والأمن في المنطقة والعالم، وتتنافى مع مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها، وتؤدي إلى تأزيم المواقف وإشعال فتيل المزيد من الأزمات في المنطقة». في سياق متصل؛ أدان المجلس استمرار إيران في احتلال الجزر الثلاث التابعة للإمارات العربية المتحدة (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى). وندَّد ب «بثِّ الفتنة الطائفية ودعم التنظيمات الإرهابية المتطرفة وتدريبها وتمويلها وتحريضها على زعزعة الأمن والاستقرار في دول المجلس». وأشار إلى ما كشفته مملكة البحرين مؤخراً عن إحباط مخطط إرهابي لتنفيذ أعمال تفجيرية إرهابية على أراضيها، وإعلان سلطاتها القبض على عناصر خلية إرهابية جديدة كانت تتلقى الدعم من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني. وفي وقتٍ اتفق أعضاء المجلس على وضع آلية فاعلة لمواجهة التدخلات الإيرانية؛ فإنهم دعوا المجتمع الدولي إلى اتخاذ التدابير اللازمة لإلزام طهران باحترام مبدأ حسن الجوار قولاً وعملاً، ووقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، ووقف دعمها للإرهاب، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي ودول المنطقة، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها.