بالتزامن مع اتساع نطاق حريق صهاريج النفط في مرفأين ليبيين؛ قُتِلَ 47 شخصاً على الأقل في مدينة زليتن، الواقعة بين العاصمة طرابلس وميناء مصراتة، في أسوأ هجومٍ انتحاري في البلاد منذ سقوط حكم معمر القذافي. واستهدف الهجوم المنفَّذ بشاحنة ملغومة على الأرجح، مركز تدريبٍ للشرطة وقتَ تجمُّع المئات من المجندين صباح أمس. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها، لكن التفجيرات الانتحارية زادت في ليبيا في ظلِّ استغلال فرع لتنظيم «داعش» الإرهابي الفوضى والصراع السياسي. وأبلغ رئيس بلدية زليتن، مفتاح الحمادي عن وقوع انفجار وقت تجمُّع نحو 400 مجند في الصباح الباكر في مركز الشرطة في المدينة الساحلية. ووصف الحمادي الهجوم ب «مروع» إذ أمكنه سماعه على بُعد أميال. ورأى شهود السكان وهم ينقلون الضحايا إلى مستشفى مصراتة في عربات إسعاف وسيارات خاصة، وذكروا أن كثيراً من القتلى تعرضوا لجروح خطيرة من شظايا، بينما تشوَّهت جثامين آخرين لدرجةٍ يتعذَّر معها تحديد هوياتهم. وتحدثت مصادر طبية في بادئ الأمر عن 65 شخصاً قُتِلوا بينهم بعض المدنيين. لكن رئيس لجنة الأزمات في وزارة الصحة في طرابلس حدَّد لاحقاً عدد الضحايا ب 47 قتيلاً وأكثر من 118 مصاباً. ومنذ الانتفاضة التي أطاحت بالقذافي بدعم من حلف شمال الأطلسي في 2011؛ انزلقت البلاد الغنية بالثروة النفطية إلى مزيدٍ من الاضطرابات في ظلِّ وجود حكومتين متنافستين وعدد من الفصائل المسلحة المتناحرة. ووسط الفوضى؛ سيطر فرعٌ ل «داعش» على مدينة سرت وبدأ شن هجمات على حقول نفطية مستهدفاً هذا الأسبوع احتلال مرفأين نفطيين رئيسَين. ويُذكَّر تفجير أمس في زليتن بانفجار ثلاث سيارات ملغومة في مدينة القبَّة في فبراير الماضي، مما أسفر عن مقتل 40 شخصاً. وتسعى القوى الغربية إلى إقناع الحكومتين المتناحرتين بدعم ثالثة للوحدة الوطنية بوساطة الأممالمتحدة توحيداً للجهود ضد «داعش». لكن الاتفاق يواجه مقاومة شرسة من فصائل أخرى. إلى ذلك؛ لاحظ متحدثٌ باسم حرس المنشآت النفطية في البلاد اتساع نطاق الحريق المندلع في صهاريج نفطية في مينائي رأس لانوف والسدر «ليصل عدد الصهاريج المشتعلة إلى سبعة»، وذلك عقب هجمات هذا الأسبوع شنها متشددو «داعش». وأشار المتحدث علي الحاسي إلى خمسة صهاريج مشتعلة في السدر واثنين في رأس لانوف. وسبَّبت القذائف أضراراً في اثنين من الصهاريج ثم امتدت النيران. لكن الحاسي أكد استمرار حرس المنشآت النفطية في السيطرة على المنطقة خصوصاً مع تراجع الاشتباكات. وميناء السدر ورأس لانوف، المغلقان منذ ديسمبر 2014، يقعان بين مدينة سرت التي يسيطر عليها المتطرفون ومدينة بنغازي في الشرق. وقدَّر مسؤول في الشرق زنة الصهاريج بحوالي 460 ألف برميل لكل منها. وتقلص الإنتاج الليبي النفطي إلى أقل من ربع مستواه في 2011 حينما كان يصل إلى 1.6 مليون برميل يومياً.