عانت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها من محاولات عدة للإخلال بأمنها وزعزعة استقرارها، لكنها كانت بالمرصاد لتلك المحاولات، وكان السيف الأملح حاضراً بعد أن يصدر القضاء أحكامه. قد تكون تفجيرات الرياض (1966م) من أوائل العمليات الإرهابية (بالمفهوم الحديث) حيث أُلقي القبض على منفذيها، وكان بعضهم ينوي القيام بتفجيرات واغتيالات في مدن أخرى، وسيقوا إلى ساحة العدل في الرياض حيث كان السيف الأملح في انتظارهم ونُفذ الحكم الشرعي في (17) منهم بتاريخ 18 /3/ 1967 م، وحكم على اثنين منهم بالسجن (6 سنوات). شهدت تلك السنوات محاولات أخرى قد يكون أبرزها محاولة تفجير خط أنابيب النفط (التابلاين) الذي يمتد من بقيق إلى صيدا بجنوب لبنان بطول (1.664كلم) وينقل حوالي (30 %) من إنتاج المملكة من الزيت الخام، وكان السيف الأملح حاضراً لمن شاركوا في تلك العملية. في فبراير 1979م نجحت الثورة الإيرانية، مؤذنة بمرحلة جديدة من الإرهاب المتدثر بالدين، وفي نوفمبر من نفس العام اقتحم جهيمان وزمرته المسجد الحرام. إيران أعلنت وقتها أن الولاياتالمتحدة الأمريكية تقف خلف العملية!! في نفس الوقت تقريبا (ديسمبر 1979م) بدأ الغزو السوفيتي لأفغانستان. تمكنت القوات السعودية من تحرير الحرم بعد أسبوعين، وقُبض على مجموعة من المجرمين الإرهابيين. في 10 /1/ 1980م تم تنفيذ الإعدام بالسيف الأملح في (63) منهم في مكةالمكرمة، المدينةالمنورة، الرياض، الدمام، بريدة، حائل، أبها، وتبوك. اندلعت الحرب العراقيةالإيرانية في سبتمبر1980، واستمرت الحرب اللبنانية في الاشتعال، إضافة إلى الصراع العربي الإسرائيلي. كل هذه الحوادث المتزامنة والظلمات المتتالية ساعدت على قيام حركات ومنظمات إرهابية تحت شعارات دينية وطائفية ومذهبية. إيران من جهتها استغلت الأوضاع لتأجيج الصراعات وتفريخ المنظمات والأحزاب الإرهابية ودعمها، وابتكار وسائل جديدة من التفجير والتفخيخ والتدمير، مازالت مسجلة باسمها كبراءات اختراع في عالم الإرهاب، هذا عدا عمليات الاختطاف واحتجاز الرهائن واقتحام السفارات والاغتيالات. (حزب الله الحجاز) كان أحد أذرع الإرهاب الإيراني، الذي تبنى عمليات إجرامية وإثارة القلاقل في مواسم الحج خلال تلك الحقبة وانتهت بحادثة حج 1407ه، التي ذهب ضحيتها (400 شخص) في شهر يوليو 1987م. في أغسطس من نفس العام اقتحمت عصابة من الحرس الثوري السفارة السعودية في طهران ودمرت محتوياتها واحتجزت الدبلوماسيين السعوديين، واعتدت عليهم مما أسفر عن وفاة الدبلوماسي مساعد الغامدي متأثراً بإصابته. أعقب ذلك محاولات عدة لتفجير منشآت نفطية في المنطقة الشرقية، أبرزها حادثة شركة صدف للبتروكيماويات في الجبيل (مارس1988م)، التي تبناها (حزب الله الحجاز). في 26 أبريل 1988م أعلنت المملكة العربية السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وتمكنت الجهات الأمنية من القبض على العملاء الأربعة الذين نفذوا تفجير الجبيل، وكان السيف الأملح ينتظرهم في ساحة القصاص بالدمام في 30 /9 /1988م. تلا ذلك قيام عملاء إيران باستهداف واغتيال عدد من الدبلوماسيين السعوديين في أنقرة وكراتشي وبانكوك وغيرها من المدن. كما قام حزب الله الكويتي بتفجيرات في مكةالمكرمة في حج عام 1409ه (يوليو1989م)، وفي21 سبتمبر تم تنفيذ الحكم في المجرمين العشرين. خلال التسعينيات كانت تفجيرات العليا في الرياض (نوفمبر1995م) التي نفذتها (القاعدة) وتفجيرات الخبر (يونيه 1996) التي نفذها (حزب الله الحجاز) من أوائل الأعمال الإرهابية التي تستهدف مجمعات سكنية للبعثات الأمريكية، السيف الأملح كان حاضراً في تنفيذ الحكم بالإرهابيين. 11 سبتمبر 2001م كان المنعطف الأبرز في تاريخ الإرهاب المتدثر بالدين الذي تبنته القاعدة. أعلنت أمريكا الحرب على الإرهاب وضربت أفغانستان، فاستضافت إيران قيادات القاعدة وآوتهم ونصرتهم. في 2003م غزت أمريكا العراق فانطلقت الخلايا الإرهابية من كل حدب وصوب. استهدفت القاعدة المملكة بدءاً من عام 2003م، وتمكنت السلطات السعودية بفضل الله ثم بجهد رجال أمنها من إحباط كثير من العمليات الإرهابية والقضاء على بعض قيادات القاعدة والقبض على آخرين. مع أوضاع العراق المضطربة واندلاع الثورة السورية ولدت (داعش) في مناطق النفوذ الإيراني!! في 2011م دخلت قوات درع الجزيرة البحرين، فقطعت الطريق على المخططات الإيرانية للعبث بأمن الخليج. حركت إيران عملاءها لزعزعة الأمن والقيام بأعمال إرهابية، لا فرق إذن بين جبة القاعدة وجلابيب داعش وعمائم إيران. السبت الماضي كان يوم العدل المشهود، بعد أن قال القضاء كلمته، يوم القصاص للوطن في أبنائه الذين استشهدوا، ومستأمنيه الذين مُثِّل بهم، ومقدراته التي اُستهدفت، وأمنه الذي اُنتهك. كفى الجزيرة ما جرّوا لها سفهاً وما يحاول من أطرافها العجم فجرِّد السيف في وقت يفيد به فإن للسيف يوما ثم ينصرم القصة للتو بدأت: عندما تنفذ المملكة الأحكام على المدانين بجرائم الإرهاب يتباكى العالم عليهم, مع أن كل جرائمهم محفوظة في أرشيف وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية، والمنظمات الحقوقية، لكنهم يتناسونها كما يتناسون انتهاكات إيران لحقوق الإنسان. أين اولئك وأين بكائياتهم عن أسر الضحايا، عن الأمهات الثكالى، والأطفال اليتامى، والآباء المكلومين، والزوجات المفجوعات. المملكة اتبعت شفافية في التعامل الإعلامي مع قضايا الإرهاب، من إصدار البيانات المتتالية وعقد المؤتمرات الصحفية أثناء العمليات وبعد القبض على الإرهابيين وأثناء محاكماتهم، التي كانت متاحة لوسائل الإعلام، وانتهاء بالمؤتمر الصحفي للمتحدثين الرسميين لوزارتي الداخلية والعدل، وتمنيت أن كان معهما متحدثٌ من هيئة التحقيق والادعاء العام التي يجب ألا تغيب عن مثل هذه المؤتمرات. كما أن الحاجة الآن أكثر إلحاحا إلى تحركنا إعلاميا واستثمار كل إمكاناتنا وتفعيلها دفاعاً عن صورتنا التي ما فتئت إيران بتواطؤ غربي ومعها بعض (الأصدقاء) يسعون في تشويهها. صراخ إيران ومن معها لن يغير شيئا، فالمملكة سيدة قرارها، وهي من يقرر أين ومتى تستخدم السيف الأملح. مضى الزمن الذي قد عشت فيه ويحسن أن تعد له ضريحا فحسرتك المغيظة ما يبالي بها أحد فلا تطل الشروحا ونحن الآن في عصر جديد يحدد خطونا جسداً وروحا فإما أن تسير على هداه وإما أن تموت وتستريحا