هزَّ زلزالٌ قوي شمال شرق الهند وبنجلاديش أمس ما خلَّف نحو 11 قتيلاً و200 مصاب على الأقل، فيما تُبذَل محاولاتٌ للوصول إلى المناطق النائية حيث حال انقطاع الكهرباء والاتصالات دون إنقاذ محاصرين بين الأنقاض. وقدَّرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية قوة الزلزال ب 6.8 درجة، وأوضحت أنه «كان على عمق 57 كيلومتراً وعلى بعد 29 كيلومتراً غربي إمفال عاصمة ولاية مانيبور الهندية المجاورة لميانمار». وأدت الهزَّة التي وقعت قبل الفجر إلى مقتل 6 أشخاصٍ في الهند و5 في بنجلاديش المجاورة، فيما شعر السكان بالهزات الارتدادية في نيبال الواقعة في منطقة الهيمالايا وحتى في مدينة يانجون، عاصمة ميانمار، التي تبعد 1175 كيلومتراً جنوباً. حدث ذلك حين كان الناس نياماً. وانهارت أسطح بعض المباني في إمفال التي يبلغ عدد سكانها نحو 270 ألف نسمة. وعلَّق جوي تهانجليان، وهو أحد سكان المدينة ويعمل موظفاً في شركة للطاقة، قائلاً «شعرت كمن يقذف بك في مقلاة». وقدَّرت الشرطة المحلية والمستشفيات عدد القتلى ب 6 أشخاص إضافة إلى جرح 100 شخص بينهم 33 حالتهم خطيرة. وأبلغت وسائل إعلام في بنجلاديش عن وفاة 5 أشخاص بالسكتة القلبية، وتحدثت الشرطة البنغالية عن إصابة 90 شخصاً على الأقل. وقال أحد العاملين في هيئة مكافحة الكوارث الهندية «لقد كان أكبر زلزال شعرنا به في إمفال». وكافح رجال الإنقاذ للعثور على عُمَّالٍ يُعتقد أنهم دُفِنوا تحت أنقاض مبنى قيد الإنشاء، لكن لا معلومة مؤكدة عن عدد المفقودين. وأفاد سكان إمفال بأن الناس فروا من منازلهم كما انقطعت الكهرباء والاتصالات في تلك المنطقة النائية. وانتقد بعضهم ما وصفوه بالرد البطيء للسلطات، قائلين إنه رغم بدء الجيش في إزالة بعض الأنقاض فإنه يعاني فيما يبدو من نقص المعدات الثقيلة. وأعلن رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، في تغريدةٍ على موقع «تويتر» اتصاله بالسلطات في شمالي شرق بلاده. وهرعت فرق إنقاذ منجواهاتي في ولاية آسام المجاورة للوصول إلى إمفال. وفي إبريل ومايو الماضيين؛ هزَّ زلزالان كبيران نيبال ما أدى إلى مقتل أكثر من ثمانية آلاف شخص. وفي أكتوبر؛ هز زلزال منطقة نائية في أفغانستان وقتل أكثر من 200 شخص. إلى ذلك؛ أعلنت شركة «ميونيخ ري» لإعادة التأمين أن مطالبات التأمين من الكوارث الطبيعية مثل العواصف والزلازل انخفضت إلى 27 مليار دولار في 2015 مع تراجع حجم الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية إلى أدنى مستوياته منذ 2009. وأفادت أكبر شركةٍ لإعادة التأمين في العالم، في تقرير سنوي عن الكوارث الطبيعية، ببلوغ مطالبات التأمين من الكوارث 31 مليار دولار في 2014 لتقلَّ أيضاً عن متوسطها في عشرة أعوام (56 مليار دولار). وأظهر التقرير نزول حجم الخسائرالاقتصادية جراء الكوارث العام الماضي إلى 90 مليار دولار من 110 مليارات، وهو أيضاً أقل من متوسط عشرة أعوام (180 مليار دولار).