تكتسي منطقة الباحة هذه الأيام حُلةً خضراء تُبهج أنظار مرتادي جبالها وسهولها ووديانها بعد أن ارتوى ترابها من الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة في الأيام القليلة الماضية، في حين دفعت برودة الطقس سكان سراة الباحة والسيّاح إلى النزول لتهامة بحثاً عن أجواء الدفء المفعمة بقطرات الندى. ورسمت الشلالات المنحدرة من بين جبال الباحة الشاهقة التي تربط السراة بتهامة لوحة بانورامية جذّابة أسرت النفوس الحاضرة لمشهد الطبيعة التي ازدانت جمالاً مع اختلاجها ببخار الضباب الذي لامس الأرض تارة وعانق جبالها تارة أخرى متغلغلاً في سيره بين أشجار العرعر التي تزيد المكان عطرًا يجعل النفس تتنسم عليلها وتهيم سابحة في أفق الطبيعة، متجاوزة محيط حدود الخواطر البشرية. وتتميّز الباحة ومحافظاتها بالتنوع النباتي الذي يشمل أشجار : العرعر، والطلح، والزيتون، والعتم، والنباتات العطرية مثل: الحبق، والنعناع، والكادي، والريحان، والبعيثران، إلى جانب النباتات العشبية الحولية التي تعتمد على موسم الأمطار. وشهدت منطقة الباحة خلال الأسبوعين الماضيين أمطاراً متوسطة إلى غزيرة، شملت مدينة الباحة وضواحيها، ومحافظات بلجرشي والمندق وبني حسن والقرى والمخواة والعقيق وغامد الزناد وقلوة والحجرة . كما شملت الأمطار مراكز بني ضبيان وبيضان والرهوة وبني سار ودوس وبالخزمر وبني كبير والجرين، ومعشوقة وبيدة ونخال وبني حرير وبني عدوان وبالشهم والشطيبة ونيرا وبرحرح وبني فروة وكرا الحائط وجرب والفرعة والشعراء وغيرها من المراكز، ومتنزهات رغدان والأمير مشاري والخلب والشكران والقمع وشدا الأعلى ونيرا والشوق وحنف والجوة، سالت على إثرها أودية بطاط وراش وضيان وغيرها من الأودية والشعاب وارتوت الأرض، ولاتزال الأمطار مستمرة حتى إعداد هذا الخبر.