على هامش انعقاد ملتقى الإعلاميين الشباب العرب بمناسبة إعلان المنامة عاصمة الصحافة العربية 2012 بدأت أولى جلسات المتحدثين في الملتقى بعنوان الاعلام العربي الهوية والمصداقية ، التي ترأسها طارق المومني نقيب الصحافيين الاردنيين . من جهته ، تحدث نبيل الحمر مستشار الملك البحريني لشؤون الإعلام في الجلسة الافتتاحية عن الوسائل الإعلامية بشتى أنواعها ، وماوصلت إليه من تطور ، وما ينافسها من شبكات التواصل الاجتماعي في نقل الخبر والصورة. وقال إنّ اكثر المؤسسات الإعلامية لها انتماء وليست مستقلة بشكل تام، كما أن هناك انتماءات عدة منها حزبية ودينية وعرقية وكل منها يخدم قضيته، لذا فان الإعلام لابد أن يكون متعادل في طرحه للقضايا، مشيراً إلى أنّ العالم العربي مّر بمتغيرات كثيرة ،واحداث جديدة خلال السنة الماضية ، وواجهت المؤسسات الاعلامية خلال هذه الاحداث مواقف محرجة بسبب الانتماء، والموقف السياسي، وأن بعض الأجهزة الإعلامية الخاصة استطاعت أن تقدم معلومات كثيرة وصلت الى الحيادية لتغطية هذه الاحداث مرت على عالمنا العربي. وحول موضوع المصداقية في العالم العربي أوضح الحمر أنّ اي رئيس تحرير أو مسؤول في وسيلة اعلامية حين وصول المعلومة لديه؛ فمن الطبيعي أن يتأكد من صحتها، مشيراً الى ان هذا لا ينطبق على المؤسسات الاعلامية الحزبية ؛حيث انها لا تسمح لأي وجهة نظر تخالف رؤيتها، وأن الامر الذي اثار التساؤلات مؤخراً هو كثافة المعلومات المتوفرة لعموم الجمهور، وبعضها من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي التي اصبحت تنقل المعلومات بغزارة، ومن المعروف ان كثرة تداول المعلومات بين الافراد تقلل مصداقيتها حتى صدور تاكيد لها . وقال الحمر إنه يجب على المؤسسات الاعلامية ان تستفيد من خلال الهوية والمصداقية في الارتقاء بعملها لتقديم افضل الخدمات الاعلامية لنقلها الى مستقبل افضل . أزمة الهوية وعن هوية الإعلام العربي قال راشد العريمي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الاماراتية إنّ الاعلام العربي وهويته ليس نسيج واحد متناغم لذا من الصعب تحديد الهوية الاعلامية العربية ، ومن الصعب مناقشة طرف واحد من العالم العربي على حد سواء ، موضحاً أنّ السمة السلبية للاعلام العربي هي عدم وجود حرية كاملة ، وذلك له اسباب عدة منها الحد من هذه الحرية، والمتهم الاول هي الحكومات، ومن ثم راس المال وسيطرته على الوسيلة الاعلامية التابعة له، وايضا بسبب الوصايا سواء الدينية، او التقليدية ومنها على سبيل المثال التلفزيونات الخليجية ، فيما تأتي التبعية في المرتبة الثانية، وذلك بحكم تبعية الوكالات الاخبارية الخمس الكبرى، وهي من تقوم بتغطية كافة الاخبار في العالم وبحرفية، وما تقوم به بعض وسائل الاعلام في الاثارة والتضخيم للخبر مما يعكس سلبا على الهوية، وضعف التمويل وايضا وجود ضعف في الخبرة المهنية لدى الكثير من وسائل الاعلام، وذلك لعدم الاهتمام بالعاملين لديها وصقلهم وتنمية كوادرهم. وتطرق العريمي الى انتشار الكثير من القنوات التلفزيونية والمواقع الالكترونية ، التي لم تؤثر ايجابياً في النقلة النوعية للاعلام ؛ حيث ان بعضها يعتمد على بث البرامج المعلبة فقط، فيما ان اغلب وسائل الاعلام العربية، نجحت في التركيز على القضية الفلسطينية ،وأن هذا له طابع خاص، ويحرص الجميع الى الوقوف بجانب هذه القضية ، وايضاً قضية نشر اللغة العربية، موضحاً أنّ هناك قنوات ماتزال لها مصداقيتها وخطت لنفسها طريقاً واضحاً ولها ثقتها . حرية الصحافة أما انور عبدالرحمن رئيس تحرير صحيفة اخبار الخليج تحدث عن حرية الصحافة في الوطن العربي، وذكر أنّ العقل العربي يطالب بان تكون هناك حرية للصحافة ، وبعد ذلك لايقبل بها لانه يرى ان هذه الحرية هي بالشتم والتعرض للاشخاص ، موضحاً أنّ الصحافة العربية ترى أن الشك هو اليقين، وأن الذي يتحكم في الصحافة في بلداننا هم الناس العاديين، والاحزاب السياسية، والجمعيات الدينية؛ فمثلاً لو توفي شخص بسبب المخدرات ؛ فالشرطة تقوم باخبارنا باسمه، ولكن بسبب طبيعة المجتمع لانستطيع أن ننشر اسمه حيث اننا سوف نواجه رفض من الناس، وممكن ان نتهم بتشويه سمعة العائلة، مشيراً الى أن حتى في الدول المتقدمة لا توجد حرية صحافة كاملة. وأضاف أنّ الصحافة في الوطن العربي يقودها اشخاص عقائديين لم يتخرجوا من كليات الصحافة؛ وحتى الصحف لاترى لها هوية مستقلة، او طابع سياسي يميزها ؛حيث انك تجد عمود في الصفحة الرابعة ماركسي، وفي نفس الصحيفة تجد في الصفحة العاشرة عمودي ديني . أما اخر المتحدثين في جلسة مساء أمس كان الكاتب الصحفي عمار علي حسن ؛حيث بدء حديثه عن وجود ثلاث هويات استوحاها من شعار هذا الملتقى، وهي أن المشاركين هم اعلاميون وشباب وعرب وعلى اثر هذا فانه يجب ان تكون للانسان هوية حيث انه لايمكن للانسان العيش بدون اطار . تعريف الهوية العربية واورد عمار علي تعريفاً للهوية بانها ادراك الفرد لذاته، وانه في العالم العربي وردت تعريفات كثيرة للهوية العربية، منها العالم والعربي، والوطن العربي، والقومية العربية ، مشيراً الى أن العقلية العربية تبدلت بعد الثورات العربية الاخيرة في فهمها للقومية ؛حيث انحصرت في اطار وطني ضيق ، موضحاً انه من مشكلات هذه الهوية هي التعصب لها ، ويجب ان تكون الهوية قائمة على ارض وطنية صلبة قائمة على العدل والمساواة، وشعور الفرد بالحرية في وطنه. وشدد على أنه يجب على الصحفي ان يدافع عن القيم والعدالة والحرية والمساواة ، وأن المصداقية نحن اولى الناس بها ولو حللنا السبب في انتشار الاسلام في بدايته سنجد أن مفتاحه كان الصدق؛ فالعرب عرفوا عن الرسول الصدق قبل ان يبعث لهم، لذلك يجب على الصحفي ان لا يكون كذاباً، وخصوصا اذا كان من دين يحرم الكذب، وذكر أن السبب الذي يجرح المصداقية هو التعصب، او الخوف من السلطة ، وللوصول الى المصداقية يجب ان نؤمن بامانة الكلمة ، مشيراً الى أن السلطة التي تحد من هامش الحرية هي سلطة خارجية عن التاريخ في ظل هذا الانفتاح المشهود. الشرق | المنامة