الهلال ثابت والبقية متحركون! مقولة تشيع في الوسط الرياضي منذ زمن بعيد، لها مدلولاتها المباشرة التي تعني حضور الهلال في ميدان المنافسة، ولها مدلولات غير مباشرة تسكن «العقل الرياضي اللاواعي»! ما يعنيني هنا المدلولات غير المباشرة، التي ترسم صورة ذهنية ل«الهلال» تشكلت على مدار عقود، وصارت جزءا من العقل الباطن الرياضي، فرضت ردة فعل لا إرادية على كل من يتعاطى مع الهلال. أنت حينما تواجه الهلال (سواءً كنت لاعباً أو حكماً أو مشجعاً) أنت تواجه ثقافة تاريخية لها رمزيات وصور تختزلها ذاكرتك، وتفرض عليك دون وعي منك كيف تتصرف! كيف تشكلت هذه الثقافة، وهل كانت طبيعية، أم مصنوعة أريد لها أن تكون بهذه السطوة في زمن ما؟! هذا موضوع آخر تماماً. المهم أن الهلال استفاد من سطوة هذه الثقافة، بدليل أنه يبقي حاضراً رغم ما يمر عليه من «دروب» عناصري وفني ومالي.. إلخ، ودليل آخر أنه لا يخسر بنتائج ثقيلة كالفرق الأخرى. حتى في أدنى درجات ضعفه، غالباً الفِرَق حين تأخذ منه هدفاً تكتفي وتتراجع، وسطوة «الثقافة الهلالية» تجعل عقول لاعبي المنافس تحدثهم «إنه الهلال يا رجال»! هذه الثقافة الشائعة محلياً، حينما يأتي حكام أجانب لا يعرفونها «يتجرأون» على صانعها «الهلال»، ويعاملونه كأي فريق آخر، ويتصدون لأخطاء لاعبيه بالبطاقات الصفراء والحمراء، وضربات الجزاء! ليس ذنب الهلال أنه وُلد وترعرع هكذا، ثم شبّ على ما نشأ عليه! المشكلة فيكم أيها المنافسون.. اقتلوا الهلال الذي في أذهانكم وستنتصرون عليه! أما الهلال الذي يعيش في أذهان الحكام المحليين، فلا سبيل للانتصار عليه سوى الإصرار على حكم يأتي من بعيد، وذهنه خالٍ تماماً من أي شيء، إلا من قانون يطبقه ثم يغادر. لئلا نبخس الهلال حقه، فهو إلى جانب استفادته من تلك الصورة الذهنية التي دائماً ما تشحن لاعبيه ومنسوبيه وأنصاره معنوياً، وتبعث فيهم شعور «التميّز» والأفضلية والتفوق و»الفوقية أحياناً»، وتؤثر في الآخرين كما تقدم، هو أيضاً لديه عوامل تفوق منطقية أخرى، حاضرة غالباً، وما يغيب أو يضعف منها تعوّضه «ثقافة الهلال»!