علمت “الشرق” من أطراف في المعارضة السورية في تونس، أن نظام الأسد بدأ بترحيل أسلحة وعتاد إلى مواقع خارج العاصمة دمشق والتي لا يزال يُحكم قبضته عليها، تحسبا إما لمواجهة هجوم مُباغت قد يُشن ضده من الخارج أو من الداخل، في حال حدوث أي سيناريو لإسقاطه بالقوة. ويخشى الأسد حدوث تدخل عسكري دولي كسيناريو أول لإسقاطه، أو حدوث انقلاب عسكري، لذلك يلجأ لنقل السلاح إلى مناطق أخرى يضعها موقعا آخر يراهن على البقاء من خلاله، ولو أدى إلى فصله عن سوريا. وسمّت الأطراف منطقة الساحل السوري ومدنه حيث يوجد ميناء في طرطوس وآخر في اللاذقية لا تزال قوات الأسد تحكم قبضتها عليهما. وأكدت أطراف في المعارضة والمجلس الوطني السوري، مسألة تسليح الجيش الحر، وأسرّ البعض منهم ل “الشرق” في تونس، بوجود أسلحة لدى الجيش الحر، قالوا إنها تكفي أشهر، دون الإفصاح عن مصادر الأسلحة، وأكدوا أنها تتمركز في المناطق الأكثر سخونة، كمدينة حمص، وحي بابا عمرو الذي لم تستطع قوات الأسد السيطرة عليه. ويرى معارضو نظام الأسد أن من حق الشعب السوري امتلاك السلاح للدفاع عن الناس، خاصة أن ما يجري يعتبر انتهاكا فاضحا لكل الأعراف والقيم الإنسانية والدينية، ويجب مواجهة ذلك بالقوة.وقالوا في هذا الصدد “نعم المدن السورية تواجه القتل المتزايد من قبل عصابات الأسد ومدننا تملك أسلحة وعتادا يكفيها أشهر للدفاع عن نفسها وأهلها، ومواجهة آلة القتل والذود عن النفس يقتضي امتلاك السلاح”. وأكدت مصادر المعارضة ل “الشرق” أن المجلس الوطني السوري يبحث بشكل جدي افتتاح مكتب رسمي له كمقر للأمانة العامة. ويُفضل البعض أن يكون الموقع في عاصمة لها ثقل سياسي، كالعاصمة التركية التي تشهد في الغالب تجمعّات لأعضاء المجلس الوطني وبشكل مستمر وشبه دائم. ويضع المجلس الوطني عينه على تركيا ويفضل أن تكون مقرا رسميا لاحتضانه لا سيما أن تركيا هي أول دولة اعترفت به كمُمثل للشعب السوري، وطبقا لوعود رسمية تلقاها المجلس الوطني، فإن أنقرة ستعترف بالمجلس الوطني السوري ممثلا وحيدا للشعب السوري. خلال أقل من أسبوعين حيث سيعقد مؤتمر أصدقاء سوريا الثاني فيها. ويعول أعضاء المجلس الوطني السوري الذين التقت بهم “الشرق” في تونس، على الاجتماع المقبل ل “أصدقاء سوريا” الذي سيعقد في تركيا، كخطوة ثانية بعد مؤتمر تونس، وينتظرون قرارات حاسمة، أهمها الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا وحيدا وشرعيا للشعب السوري، وهو الأمر الذي وصفوه بالإنجاز السياسي للمجلس. وسيبحث المؤتمر إضافة لذلك سبل توفير الإغاثة للشعب السوري وإمكانية توفير ملاذات آمنة، كذلك البحث عن وسائل ضغط جديدة على نظام الأسد للوقف الفوري للقتل والتدمير الذي يمارسه، وتنحي بشار الأسد عن منصبه.