هل تعبت من وظيفتك، التي بالكاد تزداد علاوتها سنوياً؟ هل مللت من تحكم مديرك في العمل، وفكرت في الاستقالة؟ هل أثقلت الديون كاهلك، ولم تعد تملك ما يكفي لشراء أرض لبيت أحلامك؟ إليك الحل: أطلق لحيتك، وقصِّر ثوبك، وانشر صورتك في حساب على «تويتر»، واكتب فيه عبارة «راقٍ شرعي ومفسِّر أحلام». هذه ليست خدعة، وإنما طريقة فاعلة لجلب الشهرة، وكسب المال، ووسيلة أسرع من طريقة «مروان تلودي» لجمع المال من أسواق الإنترنت. ما عليك إلا أن تمتلك الجرأة لذلك، واعلم أنك ستحقق أهدافك الثلاثة، فهي متاحة بوفرة في العالم من حولك: النساء المتهافتات على الرقية والأحلام، والثراء، والمكانة الاجتماعية. ولكي تكون في مأمن من كيد وحيل النساء، أنصحك بالابتعاد عن العلاقات النسائية مهما كانت الإغراءات والمفاتن، فبعض النساء ثرثارات، إذا شكَّت إحداهن بأمرك، فستبادر حتماً إلى إبلاغ زوجها، أو الشرطة، أو «الهيئة»، فيضيع مستقبلك. ضع المال وحده نصب عينيك، واجعله هدفك الأوحد، ولن ينكشف أمرك لأحد، فالذي يدفع المال لا يريد أن يكشف أمره للناس، واجعل لنفسك «برستيجاً» خاصاً بك، فلا تعالج غير المخمليين من الطبقة الأرستقراطية، الذين لا يبخلون عليك بعشرات آلاف الدولارات لمجرد أن تصطاد عيناً، أو جنياً، أو حاسداً في قصورهم، وكلما خرجت عن محيط مدينتك، والبلد الذي تعيش فيه، كلما كنت في مأمن من انكشاف أمرك، وفي فسحة من العيش، والعز، فهم سيحجزون لك على خطوط رحلات من الدرجة الأولى، ويُسكنوك في فنادق من فئة «5 نجوم»، ويحمِّلونك بالهدايا والمال، ما لم يحلم به شاعر أندلسي، في طريق عودتك. لكن عليك أن تتظاهر بأنك لا تبتغي مالاً، واطلب منهم ثمن الدواء، الذي تكبدت السفر لأجله، وقيمة الزجاج البرَّاق، الذي كلَّفك «حرَّ مالك»، وقم بإحالتهم إلى زيتك وعسلك ومائك المقروء. اشتري زيتاً وماء وعسلاً بما لا يزيد عن مائة ريال، وقم ببيعه بما يصل إلى ألف ريال، وأنا أضمن لك دخلاً شهرياً صافياً، يعادل خمسين ألف ريال دون مصاريف التنقلات والسكن. أعرف أنك ستضحك مني، ولكن هل تصدق أنني كنت مسافراً على طريق القصيم، فنزلت في «سوبر ماركت» لكي أشتري منه بعض الأغراض لأسرتي، فوجدت عبوة ماء صغيرة قيمتها نصف ريال، تباع بخمسة ريالات، مكتوبٌ عليها «ماء مقري»، ولما سألت صاحب المحل عنه قال: إن الشيخ الفلاني، قرأ عليه! وطبعاً مَنْ يهمه أن يعرف تلك العبوة خرجت من أي مصنع، وعليها قراءة أي شيخ؟! لذلك «قوِّي قلبك»، واعزم، وتوكل، وقصِّر الثوب، وأطلق اللحية، واسلك طريق الرقية، ولا تنسَ عمولتي.