مدرب قدير أبهرنا بأسلوبه الراقي وحركاته السريعة حيث أدار ورشة العمل بامتياز، تلك التي عقدت تحت عنوان «بذرة انطلاقة التطوير: فريق يخطط لأفق جديد» والمقامة في قاعة وزارة البلديات والشؤون القروية التي حضرها أكثر من سبعين موظفاً من الوزارة والأمانات والبلديات من شتى أنحاء المملكة، وربما كنت الوحيد من المجالس البلدية وبينما كنا منسجمين مع العبارات العلمية والتطبيقات العملية وإذا بمعالي وزير البلديات والشؤون القروية المهندس عبداللطيف آل الشيخ يطل علينا من غير بشت يرتديه وقد ملأت الابتسامة وجهه وتنقلت في القاعة عيناه يتصفح الوجوه وجهاً وجها ويشد على الأيدي واحدة تلو الأخرى. المدرب هو الآخر فاجأنا أثناء الورشة بعمل غريب عجيب لم يتعوده الحضور حين نزع شماغه وأخذ يتحرك بيننا ثم أمرنا أمراً لا طلباً أن ننزع أشمغتنا، بالتأكيد تشاورت العيون مع بعضها على استحياء ولما لم يكن بدٌّ نُزِعت الأشمغة فأصبحت الرؤوس حسراً وهو ما أراده المدرب ليوصل رسائل عدة للحاضرين لتساعدهم هذه الحركة على استيعاب مبكر وسلس للهدف الذي أقيمت من أجله الورشة، حيث الرجوع إلى المسار الصحيح من أجل قيادة التغيير نحو الأفضل برسم خارطة طريق جديدة تؤدي إلى أفق جديد. لقد أنزل المدرب بأساليبه كل من كان يقبع في البرج العاجي الذي ينظرون من خلاله لموظفيهم والمراجعين بنظرة استعلاء وأكاد أجزم أن كثيراً من موظفي قطاع الأمانات والبلديات يحتاجون هذه الورشة لتصحيح المسار من أجل تقديم خدمة راقية للعميل ولذا أتمنى من مقام وزارة البلديات والشؤون القروية أن تعمم هذه الورشة على جميع الأمانات والبلديات لتعم الفائدة فإن هنالك من المسؤولين والموظفين من لو سلم عليه المراجع (المواطن) لما رد سلامه، بل ولما رفع له رأسه بل ورفع صوته عليه وعطل معاملاته.