تتفوق الإجراءات الأمنية المشددة على الصراع التاريخي المرير بين ريال مدريد وغريمه برشلونة عندما يلتقيان اليوم السبت في قمة المرحلة 12 من الدوري الإسباني لكرة القدم. وعلى غرار معظم المباريات في غرب القارة العجوز، يقام كلاسيكو الكرة الإسبانية على هاجس التهديدات الأمنية بعد اعتداءات باريس يوم الجمعة الماضي التي راح ضحيتها 129 قتيلاً وتبناها تنظيم الدولة الإسلامية، من بينها تفجيرات على مداخل «استاد دو فرانس» حيث كانت تقام مباراة فرنسا وألمانيا الودية. وبعد سلسلة اجتماعات الخميس بين ممثلين عن الناديين، والشرطة والحكومتين المحلية والوطنية، بلغ عدد أفراد الأمن الذين سيقومون بحماية المباراة 2400 شخص، وقال وزير الداخلية خورخي فرنانديس دياس: «سيتم تعزيز الأمن بشكل كبير. سيكون عدد أفراد الأمن كبيراً ليس فقط للوصول إلى الملعب، بل في الضواحي ووسائل النقل التي ستجلب المشجعين إلى الملعب». وبحسب تقارير الصحف المحلية، ستقام حلقة أمنية ثلاثية حول ملعب «سانتياجو برنابيو» في العاصمة مؤلفة من نحو 1200 شرطي مجهزين بالسلاح، الخيول، الكلاب وأجهزة الكشف عن المعادن، على غرار ما حصل في نهائي دوري أبطال أوروبا 2010 الذي استضافه الملعب. وأشارت مصادر أمنية إلى أن الحلقة الأمنية تتألف من مصفاة أولى مخصصة للسيطرة على مثيري الشكوك، الثانية للتأكد من الحقائب على سبيل المثال، والثالثة لمراقبة الأبواب. ويتوقع حضور 81 ألف متفرج إلى الملعب الواقع وسط العاصمة لمشاهدة مباراة يتوقع متابعتها من قِبل 500 مليون نسمة في مختلف أنحاء العالم. صراع الصدارة ويتواجه الفريقان السبت في مواجهة نارية على صدارة الدوري، إذ يملك برشلونة 27 نقطة في المركز الأول بعد فوزه 9 مرات وخسارته مرتين في 11 مباراة، بفارق 3 نقاط عن ريال الذي خسر مباراة أقل لكنه دفع ثمن 3 تعادلات. ويعد الفريقان الأكثر عراقة في تاريخ الدوري، إذ حصد ريال مدريد اللقب 32 مرة مقابل 23 للفريق الكاتالوني، وهما على مسافة بعيدة من أقرب المطاردين أتلتيكو مدريد (10 ألقاب). لكن علامة الاستفهام الكبرى تكمن في إمكانية مشاركة نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي الغائب عن الملاعب منذ شهرين بعد تعافيه من الإصابة وعودته إلى التمارين قبل أيام قليلة. وفضلاً عن ميسي، تعاني تشكيلة المدرب لويس إنريكي من إصابة لاعب الوسط الكرواتي إيفان راكيتيتش في ربلة ساقه. وتألق سواريز والدولي البرازيلي نيمار دا سيلفا بشكل لافت في غياب ميسي صاحب الكرة الذهبية 4 مرات، وذلك بتسجيل كل منهما 10 أهداف وسجلا سوياً الأهداف ال17 الأخيرة لبرشلونة في الدوري. عودة بنزيمة وفي الطرف المقابل، يأمل ريال مدريد استعادة مهاجمه الفرنسي كريم بنزيمة، بعد تعرّضه لإصابتين الأولى في عضلات فخذه والثانية قضائية إثر ملاحقته قانونياً لمشاركته في فضيحة ابتزاز زميله في المنتخب الفرنسي ماتيو فالبوينا بشريط إباحي. وقد تكون مباراة اليوم ثالث مواجهة فقط هذا الموسم يستهل فيها ريال المباراة بنجومه الثلاثة البرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي جاريث بايل وبنزيمة، إذ تأثر ريال ببداية موسم بطيئة لم يكن مقنعاً فيها، إلى جانب معاناته من إصابات مختلقة ومشكلات تمركز للاعبي المدرب رافائيل بينيتيز. ويأمل بينيتز الاعتماد على تشكيلة شبه كاملة بعد تعافي الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس، المدافع سيرجيو راموس والظهير البرازيلي مارسيلو من إصابات تعرضوا لها قبل أسبوع المباريات الدولية. وينتظر بينيتز قرار إشراك صانع الألعاب الكولومبي خاميس رودريجيز من عدمه، بعد إكماله 180 دقيقة في مباراتي بلاده الأسبوع الماضي ضمن تصفيات كأس العالم 2018، فيما يتوقع مشاركة الظهير داني كارباخال بدلاً من البرازيلي دانيلو على الجهة اليمنى. وبرغم استعادة رونالدو شهيته التهديفية وتسجيله 13 مرة في آخر 15 مباراة، إلا أن الدون، الذي تسري تكهنات كبيرة حول تركه الفريق الملكي، فشل في هز الشباك في 9 مباريات هذا الموسم، من بينها مباراتا أتلتيكو مدريد وإشبيلية اللتان أهدر ريال فيهما النقاط، ومباراتا دوري الأبطال ضد باريس سان جرمان الفرنسي. ويبحث أتلتيكو مدريد الثالث بفارق 4 نقاط عن برشلونة ونقطة عن جاره ريال، الاستفادة من الموقعة الكبرى، للاقتراب أكثر من المركز الأول، عندما يحل ضيفاً على ريال بيتيس غداً. أما سلتا فيجو الرابع ومفاجأة بداية الموسم، فيأمل في العودة إلى طريق الفوز عندما يستقبل اليوم ديبورتيفو لاكورونيا بعد فوزه مرتين فقط في آخر ست مباريات. وفي باقي المباريات، يلعب اليوم ريال سوسيداد مع إشبيلية، وإسبانيول مع ملقة، وفالنسيا مع لاس بالماس، وغداً سبورتينج خيخون مع ليفانتي، وفياريال مع إيبار، وغرناطة مع أتلتيك بلباو، والإثنين خيتافي مع رايو فايكانو.