لم يحدد علماء الجودة والمختصون بعالمها دور رضا العميل كواحد من أهم معايير رفع مستوى الجودة المقدمة عبثاً، بل أسسوا قواعد جوهرية تنبني حول الاطلاع والأخذ بما يحتاجه العميل والاهتمام بمطالبه. يوم أمس انتهت أعمال مؤتمر ثقافة خدمة العملاء في القطاعات الحكومية في معهد الإدارة العامة الذي يتحفنا في كل مرة بما هو جديد ومميز بقيادة ربان المعهد الدكتور أحمد الشعيبي.. لقد جاءت فكرة المؤتمر من الواقع المعاش بضعف تركيز الجهات الحكومية بالاهتمام بخدمات واحتياجات العملاء باعتبار أن العميل مجرد مراجع للجهة الحكومية وليس له الخيار إلا القبول بالخدمة مهما كانت جودتها وتحقيقها لأدنى مستويات الرضا.. إن المؤتمر ساهم في تحريك الساكن وغربلة المقولة السائدة «هذا أفضل الموجود» و«الجود من الموجود» لتطرح أسئلة بالغة الحساسية بأن العميل لديه كامل الحقوق بأن يحصل على الخدمة بود ولباقة وبأعلى درجات الجودة المقدمة بلا منّة مقدم الخدمة التي يحسبها أحياناً فضلاً قدمه للعميل وهو في الواقع أبسط حقوقه! إن ظهور «الواسطة» والرشاوى للموظفين لحصول العميل على حقه من الخدمة التي تقدمها الدولة بالمجان يؤكد أن هناك في الأصل خللاً في تقديم الخدمة من الأساس! لقد تميز المؤتمر بعديد من الأوراق العلمية الجيدة والمحكّمة من قبل اللجان المختصة كما أن المشاركين الدوليين والمحليين كانوا في غاية التنوع والإبداع في اختيار المواضيع الرائعة.. هذا التميز كان بقيادة مهندس ورئيس اللجنة العلمية الدكتور بدر الحربي وفريق العمل الذي معه الذين يحملون مهمة شاقة في طرح وإيصال توصيات المؤتمر للجهات المعنية حتى تتحول من الورق إلى أرض الواقع!