أمام زعماء دول العالم الأكثر نفوذاً وتأثيراً؛ أعاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ما سبق أن أكّدته القيادة السعودية، وما أسّسته حكومتها من مشروع منذ فترة طويلة وسبقت العالم في تنفيذه ألا وهو مكافحة الإرهاب. وخلال قمة مجموعة العشرين؛ كانت مواساة خادم الحرمين الشريفين وأسفه لعدم حضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند جرّاء الأحداث والتفجيرات الإرهابية المؤلمة التي وقعت في باريس.. كانت المواساة رسالة عالمية للشجب والإدانة لكافة الأعمال الإجرامية التي لا يقرها دين، وأكد أن الإسلام منها براء، ومكافحتها مسؤولية المجتمع الدولي بأسره، كونها تهدد السّلم والأمن العالميين. وبالفعل فإن ما حدث في باريس وما يحدث بشكل يومي في مختلف أنحاء العالم أمر يجب أن لا يُسكت عنه. وبالتأكيد ليس من السهولة التخلص من هذا الوباء العالمي، ولكن يجب العمل الجاد، وبشكل متضامن بين دول العالم، من أجل مكافحته واجتثاث جذوره.. وهذا ما قالته رسالة الملك سلمان بوضوح وجلاء. وعندما يتحدث الملك سلمان أمام العالم، ويوضح ما عانته المملكة من الإرهاب، فإنه يؤكد أيضاً موقفها الجازم الحازم في التصدي له ومحاربته. وقد نجحت في محاصرته، كما أثبتت للعالم أجمع أن لا علاقة للإسلام وتعاليمه السمحة بالإرهاب. السماحة والوسطية هما منهجا الإسلام، وتلك رسالة يجب أن يستوعبها العالم، ولذلك قامت المملكة باقتراح إنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب وتحت مظلة الأممالمتحدة، وجاءت القمة فرصة مناسبة لدعوة الملك لدول العالم من أجل الإسهام فيه ودعمه لجعله مركزاً دولياً لتبادل المعلومات وأبحاث الإرهاب. إن المتابع بإنصاف لما تبذله المملكة من جهود جبارة لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعة يجد أنها سبقت دول العالم في ذلك، واستشرفت تنامي المجموعات الإرهابية التي -ومع الأسف- دُعمت من دول عديدة لإثارة الدمار في العالم. الآن، العالم بأسره مطالب بضرب الإرهاب من جذوره، كما دعا إلى ذلك الملك سلمان. لا مجال للتراخي أو التقاعس، لأن انعدام الاستقرار السياسي والأمن يعيق الجهود في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي بشكل عام. الثقل السعودي تجلى في القمة بشكل واضح، والنقاط التي ركز عليها الملك سلمان، خلال كلمته، تطرقت إلى حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والأزمة السورية وما نتج عنها من قتل وتدمير وتهجير للشعب السوري، وصولاً إلى إنهاء معاناته وفق مقررات «جنيف1». ولم يكن خافياً على زعماء القمة ما قامت به المملكة فيما يتعلق بحقوق اللاجئين السوريين الذي يفوق بالتأكيد ما نصّت عليه الأنظمة الدولية. أما بالنسبة لليمن؛ فإن المملكة ودول التحالف حريصة على إيجاد حل سياسي وفق قرار مجلس الأمن 2216، وفي الوقت ذاته فإنها حريصة على توفير كافة المساعدات للشعب اليمني. المملكة لا تعمل منفردة، وقرارات مجلس الأمن ودعم العالم بأسره لكافة توجهاتها، يدفعانها نحو العمل بشكل يحقق الأمن والسلم في المنطقة، وهو ما ينعكس على الاستقرار العالمي بشكل كامل. رؤية الملك سلمان بن عبدالعزيز فرصة حقيقية لاجتياز التحديات التي يواجهها العالم، سواء في مكافحة الإرهاب أو مشكلات اللاجئين أو تعزيز الثقة في الاقتصاد العالمي ونموه واستدامته، والأهم أن يتحد قادة العالم في تنفيذ تلك الرؤية.