عاش لبنان أمس حداداً رسميّاً غداة تفجيرين في جنوببيروت أسفرا عن مقتل 44 شخصاً في أحد معاقل حزب الله، في وقتٍ دعت الأممالمتحدةاللبنانيين إلى «الحفاظ على الأمن والاستقرار». وبدأت عائلات الضحايا تسلُّم جثث ذويها ونقلها من المستشفيات إلى المناطق التي تتحدر منها، تزامناً مع إغلاق المدارس والجامعات والمؤسسات الرسمية. وأفاد الصليب الأحمر في بيروت بارتفاع حصيلة القتلى إلى 44 إضافةً إلى إصابة 239 شخصاً بجروح بعضهم في حالة حرجة جرَّاء التفجيرين اللذين استهدفا مساء الخميس شارعاً تجاريّاً وسكنيّاً مكتظّاً في برج البراجنة. وعملت الجرَّافات على رفع الأنقاض، وساعد الأهالي عمال البلدية في إزالة الزجاج المتناثر، بينما حضر المحققون الجنائيون لرفع الأدلَّة. وأعلن الجيش وقوف انتحاريين خلف العمليتين المتزامنتين، مشيراً إلى العثور على جثة إرهابي ثالث لم يتمكن من تفجير نفسه. لكن المدعي العام التمييزي، القاضي سمير حمود، تحدث بعد تفقده الموقع عن عملية «مزدوجة»، وقال للصحفيين «هما تفجيران ولم يثبت إلى الآن أن الانتحاريين كانوا ثلاثة». وتوالت ردود الفعل المنددة داخلياً وخارجياً. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الاعتداءين ب «العمل الحقير»، ودعا اللبنانيين إلى «مواصلة العمل للحفاظ على أمن واستقرار بلدهم». وأعرب الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، عن «سخطه» عادّاً الاعتداء «عملاً دنيئاً». وشهد لبنان منذ بدء النزاع السوري منتصف مارس 2011 سلسلة من أعمال العنف والتفجيرات التي أدت إلى مقتل العشرات. لكن تفجير برج البراجنة يعد الأكثر دموية منذ انخراط حزب الله في القتال إلى جانب قوات بشار الأسد.