تنطلق في المسجد الحرام اليوم مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها السابعة والثلاثين، التي تستمر حتى الثلاثين من شهر محرم الجاري. وأوضح وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ، أن المسابقة أصبحت جامعة قرآنية عالمية ومؤتمراً دولياً يضم أهل القرآن الكريم من أصقاع الأرض. وقال: إنَّ تميُّز المسابقة في مكان إقامتها بالحرم المكي وقداسة زمانها شهر الله المحرم؛ حيث أسهم ذلك في علو مكانتها وجودة مخرجاتها وتفوق المشاركين في إتقان الحفظ وجودة التلاوة وحسن الأداء، معبراً عن سعادته برؤية المتسابقين يتنافسون في تحبير آيات القرآن الكريم، ويتعاونون على تمكين حفظه في صدورهم وتقوية معانيه في قلوبهم، مشيراً إلى أن إقبال الشباب على تلاوة كتاب الله تعالى وحفظه وتدبره يعصمهم بإذن الله تعالى من الشرور، ويصرف عنهم الفتن، ويقيهم من مصائد الشبهات ومزالق الشهوات. من جانبه، عدَّ وزير العدل الشيخ الدكتور وليد الصمعاني مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها السابعة والثلاثين، التي ستنطلق اليوم في المسجد الحرام، أحد مظاهر عناية هذه الدولة المباركة بكتاب الله عز وجل وسعيها في نشره في العالم وتبليغ كلام الله عز وجل لخلقه، داعية إلى دينه بالحكمة والموعظة الحسنة. وقال إن خير تربية للناشئة تعليمهم كتاب الله تلاوة وفهماً، وتربيتهم على إجلاله والعمل به إذ به تزكو النفوس، وباتباع تعاليمه يهتدي البشر، مشيراً إلى أن من فضل الله على هذه البلاد أن وفقها للعناية بكتابه في مظاهر جلية مبهجة لنفوس المؤمنين أولها وأعظمها جعل القرآن دستورها ومنهجها، وهو ما نص عليه النظام الأساسي للحكم، حيث قامت هذه البلاد على تحكيم الشرع المطهر في شأن الناس وخصوماتهم. وأوضح أن ملوك هذه البلاد المباركة أخذوا على عاتقهم العناية بكتاب الله عز وجل عناية يشهد لها القاصي والداني منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز، وسار على هذا النهج أبناؤه الملوك، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مؤكداً أن من مظاهر تلك العناية الاهتمام بتعليم القرآن تدبراً وحفظاً في المساجد وفي الكليات والمدارس، كذلك طباعة المصحف وتوزيعه على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وتفسيره بلغات مختلفة، كذلك مسابقات حفظ القرآن بمستوياتها المتنوعة المحلي منها والدولين، وهي مظاهر إيمان وهدى عرف المسلمون بها هذه البلاد. من جهته، بارك رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله آل الشيخ جهود الوزارة في إقامة المسابقة، مبيناً أن مسيرة المسابقة الدولية تؤكد مدى ما بذلته القيادة من جهد في العناية بكتاب الله تعالى، وذلك منذ قيام المملكة على يد الملك عبدالعزيز – رحمه الله- وصولاً لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي لم يدخر وسعاً في السير على ذات الدرب الذي بدأه أسلافه، رحمهم الله. بدوره، أكّد نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الشيخ الدكتور محمد الخزيم أن المسابقة تحفز الناشئة على حفظ كتاب الله المبارك والاستمساك به، وتغرس فيهم حب الخير وبذل العطاء، ليكونوا بذرة طيبة وقدوة صالحة في مجتمعاتهم، ويقوموا بواجباتهم تجاه دينهم ووطنهم خير قيام، موضحاً أن المسابقة حققت أهدافها عبر السنين وصار لها عمر أكسبها بفضل الله مزيداً من المعرفة والمكانة ومزيداً من الثبات والريادة، وما زالت بحمد الله تلقى قبولاً وإقبالاً منقطع النظير من جميع المتسابقين.