أكد وزير الخارجية، عادل الجبير، توافُق رؤى المملكة وسلطنة عُمان حيال الأهداف المرجوَّة بدعم أمن واستقرار الشرق الأوسط. في الوقت نفسه، وصف الوزير العُماني المسؤول عن الشؤون الخارجية، يوسف بن علوي بن عبدالله، علاقة بلاده بالمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي والتحالف الداعم للشرعية في اليمن بأنها "أكبر من الحوادث التي قد تحدث في أي مكان". وأوضح الوزير الجبير أن نظرة البلدين واحدة إلى كل المواضيع التي ناقشها مع الوزير ابن عبدالله خلال جلسة مباحثات رسمية عُقِدَت بين البلدين أمس الخميس في مسقط. ووصف، في تصريحات صحفية عقب الجلسة، المباحثات بالمثمرة والبنّاءة. وقال إنها تطرقت إلى عديد من المواضيع التي تهم البلدين الشقيقين والمنطقة "بما فيها الوضع في سوريا واليمن، وكيفية تكثيف التعاون بين دول مجلس التعاون، وتعزيز الأمن والاستقرار والسلام في الشرق الأوسط". وأشار إلى توافق "رؤية البلدين الشقيقين فيما يتعلق بالأهداف المرجوَّة بدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، وكيفية الوصول إلى أفضل وسيلة لتحقيقها". وتناولت الجلسة أيضاً العلاقات الثنائية المتميزة والتاريخية بين البلدين وسبل تعزيزها وتكثيفها في المجالات كافة. وترأس وفد المملكة خلالها وزير الخارجية، فيما ترأس الجانب العُماني الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، بحضور عدد من مسؤولي وزارتي الخارجية في البلدين. وأكد يوسف بن علوي بن عبدالله أن السلطنة تبذل جهوداً دبلوماسية لإيجاد حل سلمي في سوريا واليمن، مبيِّناً كل الأطراف التي لها وجود أو اتصال بهاتين القضيتين بصورةٍ أو بأخرى تبحث عن حلولٍ سلميةٍ مبنيَّةٍ على استخدام الدبلوماسية منتهجةً في ذلك سياسة السلطان قابوس بن سعيد التي تعتمد وسائل يقبلها الجميع. وأفاد بسعي بلاده من خلال الدبلوماسية الهادئة ودون معارضةٍ من أحد وبالوسائل المحفزة إلى التقارب بين جميع الأطراف من أجل الوصول إلى حلول سياسية قائمة مع ضمان استمرارها. وذكر ابن عبدالله، في تصريحاتٍ صحفية، أن المباحثات التي جرت أمس مع المملكة تمَّ الاتفاق على جدول أعمالها والتنسيق مسبقاً. وتابع أن "هناك أهدافًا مشتركة بين البلدين الشقيقين حول مناطق الصراع القائم في المنطقة"، لافتاً إلى اتفاقهما على النظر إلى المستقبل وعدم البقاء رهن الماضي فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط. وشدَّد ابن عبدالله على أن السلطنة لا تستهدف موقف أي دولة من دول التحالف العربي حول ما يتعلق بمبنى السفارة العُمانية في صنعاء، مضيفاً "وإنما كان الموقف هو الالتزام بالقانون الدولي". وقال "صنعاء كانت منطقة حرب في ذلك الوقت، والعلاقات الأخوية التي تربط السلطنة والمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون وكل دول التحالف هي أكبر من الحوادث التي قد تحدث في أي مكان". وعن زيارته الأخيرة إلى سوريا؛ أكد الوزير العُماني أنها كانت مهمة بالنسبة للأشقاء في المملكة العربية السعودية للاستماع إلى وجهة نظر السلطنة، موضحاً أنه استمع في دمشق إلى وجهة نظر الحكومة السورية وما يدور الآن في جميع الدول المشتركة وفي مؤتمر فيينا و"كل هذه الجهود تمت مناقشتها في هذا اللقاء الذي كان مقرراً قبل زيارة دمشق".