في وقتٍ واصلت أجهزة الإنقاذ الباكستانية عمليات البحث أمس للعثور على ضحايا انهيار مصنع بالقرب من لاهور «شرق»؛ تكشَّفت معلومات عن تشغيل عددٍ من الأطفال في الموقع. وانتشل عمال الإنقاذ 102 من الناجين في الساعات التي تلت وقوع المأساة أمس الأول، فيما قُدِّر عدد القتلى ب 19 على الأقل. لكن عدد الموجودين في المصنع لحظة وقوع الانهيار لم يُعرَف بعد. ويقدِّر المسؤول المحلي، محمد عثمان، عدد هؤلاء بما بين 150 و200 شخص، بينما تتحدث مصادر عن عددٍ كبيرٍ من الأطفال بين العاملين. وكانت فرق الإنقاذ التي يؤازرها الجيش تقطع العارضات المعدنية وترفع الأنقاض بواسطة آلياتٍ في المصنع الذي ينتج أكياس النايلون ويقع في منطقة سوندار الصناعية البعيدة حوالي 45 كلم عن وسط لاهور. واضطرت أجهزة الإغاثة إلى بتر أطراف رجلٍ قبل نقله إلى المستشفى بصورة عاجلة، كما قال مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته، موضحاً «كان يمكن انتشال الرجل بطريقة أخرى من بين الأنقاض». وأبلغ عاملٌ كان لا يزال عالقاً تحت الأنقاض صباح أمس شبكة «سماء» بوجوده تحت عارضة خشبية على قيد الحياة، لكنه يشعر بعطش شديد. وتحاول عائلاتٌ مفجوعةٌ الاقتراب من الموقع وتتشاجر مع قوات الأمن التي تمنعهم من ذلك. وأفاد المتحدث باسم أجهزة الإغاثة، جام سجد حسين، بتخوفه من ارتفاع حصيلة الضحايا، عادّاً أنه «من الصعب إعطاء أرقام دقيقة في الوقت الراهن». وقال «أبلغنا العمال أن 200 شخص كانوا في المبنى لدى انهياره ومنهم صاحبه»، لكن هذه المعلومات لم تتأكد. وذكر العامل محمد نافيد (22 عاماً) أن عشرات العمال فوجئوا على ما يبدو بانهيار المصنع بينما كانوا نائمين في جزءٍ منه لم يتمكن عمال الإنقاذ من الوصول إليه بعد. وأوضح عامل آخر، يُدعى محمد عرفان (18 عاماً)، أن أعمار غالبية العاملين تتراوح بين 14 و15 عاماً. ووفقاً للمسؤول المحلي محمد عثمان؛ فإن الأولوية هي العثور على أحياء. ووقع الحادث بعد أيام على زلزال قوي أسفر عن سقوط نحو 390 قتيلاً في باكستان وأفغانستان وألحق أضراراً بآلاف المباني. وأكدت السلطات المحلية في لاهور أنها ستحقق في الاتهامات التي تفيد أن مالك المصنع أمر بمواصلة العمل وبناء طابق جديد رغم إصابة المبنى بأضرار بنيوية خلال الزلزال. وقال الوزير المسؤول عن شؤون إقليم البنجاب، شهباز شريف، الذي تفقد المصنع «سمعتُ أن الزلزال أضعف أُسس المبنى، لكن عمالاً يقولون إن صاحبه واصل بناء توسعة». وبثت شبكة «سماء» في وقت متأخر من ليل أمس الأول لقطات عن انتشال طفلين من بين الأنقاض، هما فتى وصبي يقول إنه في ال 12 من العمر. وأضاف الصبي الذي بدت الكدمات على وجهه أنه كان يعمل «في الطابق العلوي لدى حصول الانهيار». ولا تخضع بعض المباني لعمليات الصيانة المطلوبة، ويُبنَى بعضها الآخر دون التقيد بالمعايير المحددة، وهذا ما يؤدي إلى وقوع حوادث متكررة. وانهار مسجد العام الماضي في المدينة نفسها وأسفر عن مقتل 24 شخصاً. وفي 11 سبتمبر 2012؛ لَقِيَ 255 عاملاً مصرعهم لدى اندلاع حريق في مصنع للنسيج في مدينة كراتشي«جنوب» المعروفة بمرفئها. وكان ذلك الحريق واحداً من أسوأ الحوادث التي شهدها القطاع الصناعي في تاريخ باكستان. ووُجِّهَت إلى مالكي المصنع تهمة القتل، لكن المحاكمة لم تبدأ بعد.