ماهي الكارثة التي تحل بنا، ماهو هذا الانحدار الشنيع في الذائقة الذي نتعرض له واستحوذ علينا كلياً وجلياً، ما الذي أصاب ذائقتنا بالخرف المستعصي الحاد وفئة لاتستطيع التفريق والتمييز بين الجيد والسييء، بين الراقي والمنحط بين المضحك والمبكي بين الذكي والغبي، أم أنها مرضت مرضا مريبا وأصبحت طريحة الفراش عاجزة عن تحريك أي من أطرافها. ماهي تلك الأشكال والأنماط والنماذج التي تسيدت وتصدرت المشهد اليومي والفكاهي والساخر لدينا هل يعقل أن تلك النماذج المقرفة والمقززة هي التي أٌوكل لها أن ترسم علي وجوهنا الابتسامة وتجعلنا «نتشقق» فرحاً وسعادة على ترهاتها وسخافتها وقرفها. هل لك أن ترى تلك الأشكال والنماذج المتخلفة والقميئة و«خبول القوم» الذين ضخهم وزجهم «ودربالهم علينا» لنا السناب تشات والتويتر أن يصبح لهم مريدون «بالهبل» يتداولون مقاطعهم وآخر صيحات استهبالاتهم ويتناولون أقوالهم وأفعالهم وتوجه لهم الدعوات من كل حدب وصوب من قبل المؤسسات والأنشطة منها ماهو الرسمي ومنها ماهو الخاص من أجل إقامة حفل ما ليقدمواً تخلفهم على المسارح أمام الناس والاستعراض أمام الخلق بل و يصل الحال بهم «يفلّم» أحدهم بسيناريو إنساني لكسب تعاطف الناس والأمر الأمر أن يصدقه الناس ويتداولون مقطعه الذي «أفلّم فيه». هل يعقل أن يكون هؤلاء «الهدايف» والخبول هم مشاهيرنا وهل نحن من صنعهم ناتج تفاهتنا وسطحيتنا أم هم صنعوا من أنفسهم ناتج تفاهتنا وسطحيتنا هي تلك النماذج من جعلت من ذلك الشاب «يطرق مشواراً» من الكويت للرياض من أجل أن يتميلح أمام فتيات مجمع النخيل مول و«ينتّل من علباه» من قبل رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لاأخشى أن أرى غداً شخصية جديدة وتصف نفسها بأرذل المسميات سمها ماشئت وتصبح شخصية مشهورة تمطرنا بوابل من الحكم والمآثر وتعطينا دروسا في التقويم الأخلاقي وتوجه لها الدعوات من قبل المناشط والفعاليات والأحتفالات.