دشَّن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس شبكة لتزويد «جمهورية شمال قبرص التركية» بالمياه، بعد تأخير استمر عشر سنوات، في خطوة نددت بها الحكومة القبرصية. وبحسب السلطات التركية، فإن أعمال البناء التي استمرت أربع سنوات سمحت بمد أنابيب أرضية بطول 24 كيلومتراً في جنوبتركيا، و3.7 كيلومتر في «جمهورية شمال قبرص التركية» التي لا تعترف بها سوى أنقرة، وأنابيب بطول 67 كيلومتراً تحت سطح البحر. وأكد أردوغان خلال حفل التدشين في أنامور بجنوبتركيا أن «المياه ستتدفق إلى جمهورية شمال قبرص». وبحسب السلطات التركية، فإن شمال قبرص سيتزود ب 75 مليون متر مكعب من المياه سنوياً عبر الشبكة التي يبلغ طولها 107 كيلومترات وتربط بين سد ألاكوبرو في أنامور التركية وسد جيسيتكوي في الجزء الشمالي من الجزيرة. وسيخصص نصف كمية هذه المياه للاستعمال المنزلي، والنصف الآخر في الري الزراعي، بحسب ما أوضح أردوغان. ومن شأن هذه الشبكة أن تغطي حاجات مياه الشرب والري حتى خمسين عاماً على الأقل، كما ستستفيد «جمهورية شمال قبرص التركية» من العائدات الزراعية. وتعدُّ أزمة المياه مشكلة متجددة في جزيرة قبرص المعرضة للجفاف. ولتلافي هذا الأمر أقامت جمهورية قبرص في القسم الجنوبي معامل لتحلية مياه البحر بكلفة عالية جداً. وجزيرة قبرص المتوسطية مقسمة منذ الغزو التركي للقسم الشمالي في العام 1974، رداً على انقلاب نفذه ضباط قوميون يونانيون طالبوا بضم الجزيرة إلى اليونان. وعَدَّتْ الحكومة القبرصية الخميس أن إقامة هذه الشبكة تشكل «انتهاكاً للقانون الدولي» وتهدف إلى «زيادة نفوذ تركيا وتعزيز سيطرتها على قبرص». وبدأت مفاوضات جديدة بين جمهورية قبرص و»جمهورية شمال قبرص التركية» المعلنة من جانب واحد في الشطر الشمالي منذ مايو بهدف التوصل إلى اتفاق سلام يتيح إعادة توحيد الجزيرة. من جهة أخرى، قال الجيش التركي أمس إن ضربات جوية تركية ضد قواعد لحزب العمال الكردستاني في إقليم هكاري بجنوب شرق البلاد أسفرت عن مقتل 11 مقاتلاً كردياً ودمرت مستودعات للأسلحة ومخابئ. وأضاف الجيش في بيان أن الضربات الجوية التي نفذت الجمعة استهدفت منطقة يوكيسكوفا في هكاري على مقربة من الحدود مع إيران والعراق. وجاءت العملية رغم أن حزب العمال الكردستاني أصدر قبل أسبوع أمراً لكل قواته بوقف كل أعمال العنف في تركيا ما لم تتعرض لهجوم. ورفضت الحكومة هذا التحرك بوصفه مناورة انتخابية لتعزيز حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد قبل الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في الأول من نوفمبر وقالت إن العمليات العسكرية ستستمر حتى يلقي مقاتلو حزب العمال الكردستاني أسلحتهم ويغادروا تركيا. وحمَّل حزب العمال الكردستاني – الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأنه منظمة إرهابية- السلاح في 1984 مطالباً بقدر أكبر من الحكم الذاتي للأكراد في جنوب شرق البلاد. وقتل نحو 40 ألف شخص في الصراع. واستعر الصراع مجدداً في يوليو بعد انهيار اتفاق لوقف إطلاق النار صمد لمدة عامين الأمر الذي وجَّه ضربة لمحادثات السلام.