أظهر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، تحوُّلاً في سياساته، مُعلِناً أنه سيُبطِئ وتيرة خطط سحب مواطنيه الجنود من أفغانستان، في وقتٍ أبدى حلف شمال الأطلسي «الناتو» ارتياحاً للقرار. وتحدَّث باراك أوباما عن «تعديلٍ طفيف لكنه مهم»، كاشفاً عن اتخاذه قراراً بإبقاء جنوده في الأراضي الأفغانية، وعددهم 9800، معظم عام 2016 قبل البدء في تقليصهم. واعتبر، في تصريحاتٍ له أمس من واشنطن بحضور نائبه جو بايدن ووزير دفاعه آشتون كارتر ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دنفورد، أن قوات حكومة كابول لم تصبح بعد على قدر القوة الذي يجب أن تكون عليه، محذراً من أن فشلها «سيُعرِّض أمننا جميعاً إلى الخطر». وشدَّد رداً على سؤالٍ صحفي على أنه لا يشعر بخيبة أمل لاضطراره إلى إبطاء سحب القوات. وذكر أن «هذه ليست المرة الأولى التي تجري فيها تعديلات ولن تكون الأخيرة على الأرجح»، مبيِّناً «سنستمر في تقييم الوضع وسيفعل ذلك الرئيس المقبل أيضاً»، في إشارةٍ إلى قرب رحيله عن البيت الأبيض. وكان أوباما يأمل، قبل مغادرة منصبه في يناير بعد المقبل، في سحب كل القوات ما عدا قوة صغيرة تتمركز في السفارة الأمريكية في كابول. لكن بموجب الخطة الجديدة؛ سيتم تقليص عدد الجنود إلى 5500 في مرحلة ما بدءاً من 2017، بينما ستتمركز القوة في 4 مواقع هي كابول وباجرام وجلال أباد وقندهار. وأفاد البيت الأبيض بصدور القرار بعد أشهر من المداولات مع القادة الأفغان ومستشاري البيت الأبيض. ويأتي القرار أيضاً وسط تصاعد هجمات مسلحي حركة طالبان المتمردة، وهو ما أشار إليه أوباما بقوله «إنهم ما زالوا قادرين على شن هجمات فتاكة على عدة مدن». وأنهى التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة في أواخر العام الماضي مهامه القتالية في أفغانستان بعد 13 عاماً من الحرب. ومنذ ذلك الحين؛ تتولى القوات المحلية مسؤولية الأمن في البلاد بمساعدة جنود أمريكيين وآخرين من حلف شمال الأطلسي. لكن هذه القوات تعاني بسبب هجمات يشنها مقاتلو «طالبان» الذين تمكنوا من الاستيلاء على مدينة قندوز شمالاً لفترة وجيزة قبل طردهم إثر عملية عسكرية. والإثنين الماضي؛ حاول المتمردون اقتحام مدينة غزنة في الجنوب، لكن تصدَّى الجيش والشرطة لهم. وذكر المسؤولون في واشنطن أن بلادهم ستواصل تدريب الجنود الأفغان وستقدم المشورة لهم و»ستركز أيضاً على ضمان ألا يمثل فلول تنظيم القاعدة أي خطر على أمنها». وأبدى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، ارتياحه لصدور قرار الإبقاء على مزيد من القوات الأمريكية بعد عام 2016، مشدداً على أهمية الاستمرار في دعم حكومة كابول أمنياً. ورأى ستولتنبرغ، في بيانٍ له، أن «هذا القرار المهم يمهِّد الطريق أمام وجود طويل لشركاء الحلف في أفغانستان». وكشف عن نية الحلف اتخاذ قرارات أساسية حول مستقبل عملية الدعم في هذه البلاد، حيث تنتشر قوة قوامها 12500 جندي معظمهم من الأمريكيين. ووصف ستولتنبرغ المساهمة الأخيرة من الولاياتالمتحدة ب «عامل مهم في قرارنا». واعتبر أنه «في بيئة مليئة بالتحديات؛ من الأهمية بمكان الاستمرار في دعم القوات الأفغانية المسؤولة عن الأمن على المستوى العملي والصعيد المالي، من أجل الحفاظ على المكاسب التي حققناها هناك من خلال الجهود المشتركة على مر السنين».