وصف الأستاذ الدكتور عمار أحمد همشري من جامعة الزرقاء في المملكة الأردنية الهاشمية، السرقات العلمية بأنها مشكلة مهمة جداً، مبدياً أسفه لعدم وجود إحصاءات حول نسبة السرقات في العالم العربي، وأضاف «السرقات والفساد موجودان في العالم ولكن في الوطن العربي متأصلان أكثر وخاصة في مجالي الكتب البحوث، حيث تجد أعضاء هيئة تدريس وباحثين يسرقون، ولا توجد قوانين رادعة حتى الآن تحمي المؤلف من السرقات». وأرجع الهدف من السرقات العلمية في الغالب إلى سرعة إنجاز البحوث، وأضاف «هناك طلاب دراسات عليا في العالم العربي يسرقون رسائل الماجستير بالكامل، ومن أجل ذلك تجد هناك برمجيات عملت خاصة من أجل اكتشاف السرقات أو الاقتباسات، ونحن نسمح باقتباس 20% فقط في رسائل الماجستير». وتابع «أنا كمتخصص أستطيع معرفة الكتاب المسروق عن غيره، فتجد الكتاب العلمي يعتمد على التوثيق، فإذا انخفضت درجة التوثيق العلمي تستطيع أن تعرف بأن المؤلف بدأ يبتعد عن التأليف، كما تجد بعض الباحثين العرب ترجموا كتباً وبحوثا علمية نشرت في الغرب ونسبوها لأنفسهم وهذا يعد سرقة، وقد ضبطت بعض النماذج». جاء ذلك في كلمة له بعد الجلسة العلمية التي عقدتها جامعة الملك سعود ضمن فعاليات المؤتمر السعودي للنشر العلمي. وقال همشري إن جميع الأوراق العلمية التي نوقشت في الجلسة الأولى من المؤتمر عالجت مشكلات النشر العلمي في الوطن العربي ومعوقاته، وركز في ورقته العلمية التي طرحها في الجلسة على أن النشر العلمي عبارة عن نظام متكامل يبدأ في الباحث ومشكلاته ثم عملية النشر العلمي ومشكلاته ثم مخرجاته ومن ثم البيئة، وعد البيئة من أكثر العوامل المؤثرة على النشر العلمي وخاصة ما جرى في العالم العربي من أحداث الربيع العربي ومؤثراته في ما يتعلق بالنشر العلمي. كما ركز في ورقته العلمية على النشر الإلكتروني ومشكلاته ومحاولة الانتقال من النشر الورقي إلى الإلكتروني، ومن ثم تعرض لإنتاج المعلومات خاصة ما يتعلق بحصول الباحث على المعلومات الإلكترونية وعدم معرفته بقواعد البيانات ومشكلاته اللغوية في هذا المجال، وقال «تجد كثيرا من الباحثين العرب لا يعرفون اللغة الإنجليزية، بالإضافة لعدم وجود قائمة متخصصة بالدوريات العلمية العربية التي تعرقل عملية الباحثين»، مشيراً إلى أن السعودية من أكثر الدول العربية في دعم البحوث. من جانبه، أكد عميد البحث العلمي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور ناصر العقيلي، أهمية المؤتمر في التركيز على بعض المفاهيم التي ربما تكون خاطئة لدى بعض الباحثين في السعودية، والتأكد من أن كل نتائج الباحثين العلمية تخرج بطرق متميزة تفيد البلد. وأضاف «حسب الإحصائيات العالمية التي عرضت من قبل شركات معترفاً بها، نجد أن المملكة العربية السعودية تتصدر دول العالم العربي في النشر، وهذا مثبت في الإحصائيات وموجود على المواقع الإلكترونية، وجودة النشر في السعودية تطورت بشكل عال جدا».