لم يُعرَف للآن مصير زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي بعدما أعلنت بغداد استهداف مقاتلاتٍ حكومية موكبه أثناء توجُّهه إلى اجتماعٍ في منطقة الكرابلة على الحدود العراقية- السورية. لكن سكان محليين وأطباء رجَّحوا ألا يكون أبو بكر البغدادي قُتِل، مع تأكيدهم مقتل قياديين آخرين في التنظيم. وأعلنت خلية الإعلام الحربي في بغداد صباح أمس تمكُّن طائرات القوة الجوية من قصف موكب البغدادي أثناء تحركه إلى منطقة الكرابلة التابعة لمحافظة الأنبار (غرب العراق) لحضور إجتماعٍ لمتطرفين. وأفادت ب «استناد العملية إلى معلومات استخباراتية دقيقة من قِبَل خلية الصقور بالتنسيق المباشر مع قيادة العمليات المشتركة». وإذ أكدت الخلية في بيانها «قتل وجرح كثير من قياديي التنظيم»؛ فإنها ذكرت أن «وضع المجرم البغدادي لا يزال مجهولاً بعد أن تمَّ نقله محمولاً بعجلة وفي وضع صحي غير معروف» في إشارةٍ إلى إصابته. وتعهد البيان بنشر أسماء قتلى العملية لاحقاً، ولم يحدِّد موعد تنفيذها. لكن المتحدث باسم وزارة الداخلية، العميد سعد معن، أبلغ عن الموعد «وهو ظهر السبت الماضي»، حسب قوله. وتبعد بلدة الكرابلة التابعة لمدينة القائم 5 كليومترات عن الحدود السورية. ويتزامن الكشف عن استهداف البغدادي مباشرةً مع إعلان القوات الحكومية إحكام الطوق على مدينة الرمادي (عاصمة محافظة الأنبار( من جميع الجهات واستعادة عددٍ من أحيائها بعد طرد مسلحي «داعش» منها. وسقطت أغلب مدن الأنبار، أكبر محافظات البلاد من حيث المساحة، بيد التنظيم منذ نحو عام. واعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، إحسان الشمري، الوصول إلى موكب زعيم «داعش» انتصاراً في حد ذاته لخلية الاستخبارات الوطنية. إلا أنه أبقى العملية في إطار الحرب النفسية بين الاستخبارات والمتطرفين حتى يتم التحقُّق من إصابة المقاتلات أهدافها بدقة. وفي كل الأحوال؛ رأى الشمرى أن الوصول إلى استهداف موكب البغدادي حتى لو لم يكن موجوداً ضمنه نجاحاً وتطوراً نوعياً كبيراً. وتوقَّع في الوقت نفسه هجرة عكسية للمتطرفين إلى الأراضي العراقية إثر القصف الروسي لمواقعهم في الأراضي السورية. ولاحظ أن طبيعة الحدود المتلاشية بين البلدين وانعدام المراقبة يتيح لهم التنقل لتأمين حياتهم والاستفادة من خطوط الإمداد. وكانت الولاياتالمتحدة حددت 10 ملايين دولار جائزةً للقبض على أبو بكر البغدادي (44 عاماً) الذي لا يظهر علناً إلا نادراً. ولم يعلِّق الجيش الأمريكي حتى مساء أمس على بيان خلية الإعلام الحربي العراقي عن استهداف موكب في الكرابلة. بدورهم؛ ذكر سكانٌ في البلدة ومصادر طبية أن البغدادي لم يكن فيما يبدو من بين قتلى العملية التي أربكت أنصار «داعش» على موقع «تويتر».