أعلن وزير الصحة المهندس خالد الفالح أن الوزارة تعتزم ابتداء من العام المقبل، أو الذي يليه إطلاق مشروع جمع المعلومات الوبائية من جميع الحجاج القادمين للمملكة، بالشراكة مع وزارة الخارجية، لإنشاء قاعدة بيانات صحية من أكبر القواعد مخصصة للتجمعات البشرية وذلك للمساعدة في اتخاذ القرار المبني على الدليل، ويتضمن ذلك مشروع إنشاء مركز طب الحشود بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية. وأكد الفالح، في كلمة له في اجتماعات اللجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في الكويت أمس الأول، أن المنظومة الصحية في المملكة تقدم خدمات وقائية شاملة للحجاج بدءًا من منافذ الدخول الجوية والبرية والبحرية التي شهدت مرور أكثر من 1.3 مليون حاج تمت معاينتهم صحياً وإعطاء ما يزيد عن 400 ألف جرعة من اللقاحات اللازمة لشلل الأطفال والعلاج الوقائي للحمى الشوكية، ونقوم الآن بتحليل المعلومات الإحصائية لآخر 10 مواسم حج، بالتعاون مع الخبراء الدوليين الذين تمت استضافتهم هذا العام من منظمة الصحة العالمية، ومركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي، وسينتج عن ذلك تغيير وتطوير لاشتراطات الحج في الأعوام المقبلة بهدف إنقاص عبء المراضة والوفيات. وذكر أن تنظيم موسم الحج يشكل تحدياً صحيا ضخماً وفي هذا العام بالذات واجهت المملكة تحديات إضافية كبيرة تمثلت في ارتفاع درجات الحرارة وزيادة خطر الإصابة بضربات الشمس والإجهاد الحراري، بالإضافة لأخطار تفشي الأوبئة. وتابع: وعلى الرغم من تجاوز المملكة 3 مواسم للحج دون أن تتسبب في نقل فيروس كورونا من الدول التي قدم منها الحجاج إلا أن المملكة ارتأت أن التحدي سيكون أصعب هذا العام بسبب تزامن موسم حج هذا العام مع زيادة استثنائية في عدد حالات الفيروس قبيل موسم الحج. وأكد الفالح أن نجاح هذا الموسم بمنع حدوث حالات كورونا بين الحجاج كان امتدادا للجهود الوقائية الصارمة التي تم تطبيقها هذا العام في المملكة بشكل عام وقد عكست الإحصاءات ذلك، ففي عام 2014 كان لكل حالة تم اكتسابها مجتمعيا (غالبا من المصدر) 9 حالات يتم اكتسابها داخل المستشفيات، ولكن هذه النسبة تغيرت تغيرا جذريا في هذا العام (2015) حيث أصبح مقابل كل حالة مجتمعية حالة واحدة ناتجة عن عدوى واحدة داخل المستشفيات بدلا من 9 حالات. من جهة أخرى قدم الفالح، تعازي المملكة للحكومة والشعب الهندي الصديق في وفاة عدد من حجاج الهند في حادث التدافع الذي وقع بمشعر منى. جاء ذلك خلال استقباله أمس بمكتبه بجدة، وزير الدولة للشؤون الخارجية الهندي الدكتور فيجاي كومار سينج والوفد المرافق له. وقدم الفالح للوزير الهندي ومرافقيه البيانات والكشوفات الرسمية المدعمة بالأرقام والصور للمتوفين من الحجاج لتسهيل عملية التعرف عليهم، بالإضافة إلى إحصائية دقيقة بأعداد المرضى والمصابين المنومين في المستشفيات وأماكن تنويمهم لتسهيل عملية زيارتهم من قبل الضيوف. من جهته نقل وزير الدولة للفالح، شكر وتقدير الحكومة الهندية لحكومة المملكة على ما تقدمه من رعاية واهتمام كبيرين لحجاج بلاده، مثمناً الاهتمام والتعاون الذي لقيه ومرافقوه من جميع مسؤولي وقيادات وزارة الصحة بالمملكة منذ وصوله إلى جدة مما أسهم في تخفيف عناء السفر عنهم وتيسير سبل التعرف على المتوفين وزيارة المرضى والمصابين.