دعا الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والتونسي الباجي قائد السبسي أمس في القاهرة الأطراف الليبيين إلى قبول اتفاق السلام الذي ترعاه الأممالمتحدة من أجل استعادة الأمن والاستقرار في بلادهم. وفي كلمة ألقاها السيسي خلال مؤتمر صحافي مشترك عقب جلسة محادثات رسمية بين الرئيسين، قال «تناولنا تطورات الأوضاع فى ليبيا الشقيقة وأعربنا عن تطلعنا لقبول الأشقاء الليبيين اتفاق السلام الذي ترعاه الأممالمتحدة بما يسهم في التوصل إلى النتائج الإيجابية المرجوة وفي استعادة الاستقرار والأمن إلى جميع ربوع ليبيا». وأكد السيسي أن المباحثات تناولت كذلك «تنامي ظاهرة انتشار الإرهاب والتطرف بصورة باتت تهدد الأمن القومي لبلادنا واستقرار دول المنطقة، وأكدنا على ضرورة توحيد الجهود للتصدي الحازم لهذه الظاهرة البغيضة بكافة الوسائل وبالتوازي مع تطوير الخطاب الديني بما يبرز القيم السمحة لديننا الإسلامي الحنيف». وكانت البعثة الأممية سلمت في 22 سبتمبر الماضي أطراف النزاع الليبي في منتجع الصخيرات بالمغرب نسخة الاتفاق السياسي النهائية بما فيها الملاحق، موضحة أنه «الخيار الوحيد» أمام الليبيين كي لا تسقط البلاد في فراغ سياسي ومصير مجهول. وتابع السيسي «تطرقنا إلى التطورات المؤسفة وغير المقبولة التي يشهدها الحرم القدسي الشريف، وجددنا الإعراب عن إدانتنا لتلك الانتهاكات التى تدفع إلى عدم الاستقرار في المنطقة، وشددنا على أن القضية الفلسطينية ستظل تحتل الأولوية في سياساتنا الخارجية حتى يحصل الشعب الفلسطيني الشقيق على كامل حقوقه المشروعة». وحول سوريا، قال الرئيس المصري إنه اتفق مع نظيره التونسي على «ضرورة استمرار العمل على التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للصراع بما يضمن الحفاظ على وحدة وسلامة سوريا ويلبي تطلعات الشعب السوري الشقيق». من جهته، أشار السبسي إلى أن زيارته هي الأولى التي يقوم بها رئيس تونسي لمصر منذ 50 عاما. وقال إنه «متفائل» بالمحادثات التي أجراها مع السيسي ليس فقط بسبب فحواها ولكن كذلك بسبب «الروح التي جرت فيها هذه المحادثات؛ فهذا مؤشر إيجابي يبعث رسالة بأن المستقبل سيكون بمزيد من التضامن والتعاون». ومنذ إطاحة نظامي زين العابدين بن علي في تونس وحسني مبارك في مصر مطلع العام 2011، شهد البلدان تصاعداً لأعمال العنف التي تقوم بها مجموعات جهادية مسلحة.