تأتي مناسبة اليوم الوطني لهذا العام ووطنا يرفل في خير وتقدم ونماء، وإن المواطن والمقيم فيه ليحمد الله العلي القدير على نعمة الأمن والأمان في هذا العصر الذي يشهد تحولات إقليمية ودولية على مستوى جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية. ورغم كل هذه التحولات استطاعت المملكة أن تتجاوزها ولله الحمد بما يدل على مدى حكمة وبُعد نظر قيادتنا الرشيدة، كما نحمد الله أن هذا الشعب ضرب أروع صور اللحمة والتكاتف في الأزمات كما هي في وقت الرخاء. ولعل هذه الصورة من الاستقرار واستمرار التنمية في ظل الأمن والأمان بيّنت للعالم أجمع مدى حب الشعب وولائه لقادته ومدى تحضره ورقيه. من هنا يستبشر المواطن السعودي شعوره المتجدد بالحمد والثناء لله الذي أعزنا في المملكة العربية السعودية بوحدتنا، وأغنانا بمواردنا، وأكرمنا بخدمة بيتهِ العتيق، ومسجد نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-. إننا في هذا اليوم ونحن نستحضر مسيرة الكفاح البارزة التي قادها -المغفور له بإذن الله- الملك عبدالعزيز لتوحيد أرجاء المملكة، نقف بكل تقدير واحترام وشعور غامر بالعرفان أمام هذا المنجز التاريخي العظيم الذي ينبغي للأجيال أن تتأمله وتستقرئ معانيه. نحن في الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي ندرك مدى الجهد الذي تبذله الدولة – رعاها الله- في مجالات التعليم الأكاديمي وبرامجه من أجل الرقي بوطننا وإعداد وتأهيل الشباب السعودي القادر على المحافظة على المكتسبات وتنميتها ومواصلة مسيرة البناء والتقدم. ونحمد الله أن منّ على هذا البلد بالأمن والاستقرار، ويسر لنا قيادة رشيدة تأخذ بعين الاعتبار كل ما من شأنه رفعة وطننا وعزته وتقدمه ورخاؤه. لذلك فإننا كبقية أفراد الشعب السعودي نجد في ذكرى اليوم الوطني فرصة لتجديد الوفاء والحب لهذا الوطن وحكومته الرشيدة ونسأل المولى -عز وجل- أن يعيد علينا هذه المناسبة في كل عام وبلادنا تفخر بمنجزاتها وأمنها ووحدتها وسيادتها وتلاحم شعبها، وأن يوفق الله قيادتنا وجميع المخلصين في بلادنا لما فيه الخير لهذا الوطن الذي جعل من أهم أهدافه خدمة الإسلام والمسلمين والدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية، والإسهام في كل ما من شأنه الرقي بهما نحو العلم والمعرفة والتكاتف ووحدة الصف واجتماع الكلمة، وكل عام وبلادنا الغالية بألف خير.