الرياض – محمد الغامدي آل الشيخ: المملكة من أوائل الدول التي ساهمت في تحقيق أهداف التنمية الألفية النملة: الفرصة سانحة لتعميق الحوار بين الثقافات واحتواء مظاهر الإرهاب والعنف دومينيك: الأرجنتين تدعم مبادرة الملك عبدالله للحوار بين الثقافات نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، افتتح رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ في الرياض أمس أعمال اللقاء التشاوري الثالث لرؤساء برلمانات الدول الأعضاء في مجموعة العشرين، والذي يعقد تحت شعار «نمو اقتصادي مستدام لعالم آمن». وأكد رئيس مجلس الشورى السعودي الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ أن بلاده تعد من أولى الدول التي أسهمت في تحقيق أهداف التنمية الألفية. وقال آل الشيخ إن المملكة لن تدخر جهداً للعمل مع المجتمع الدولي على استقرار أسواق الطاقة ودعم حوار المنتجين والمستهلكين بما فيه استدامة النمو الاقتصادي العالمي. وطالب المشاركون في اللقاء التشاوري الثالث لرؤساء البرلمانات في دول مجموعة العشرين بضرورة إرساء قواعد سليمة للحوار بين الشعوب والحضارات والثقافات المختلفة، مؤكدين على أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار العالمي الذي عقد في مدريد 2008م. جاء ذلك خلال الجلستين الأولى والثانية من أعمال اللقاء التي تناولتا موضوع «الحوار العالمي للثقافات»؛ حيث رأس الجلسة الأولى رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ، فيما رأس الجلسة الثانية رئيس مجلس الشيوخ الكندي نويل كنسيلا. وكان عضو مجلس الشوري الدكتور صالح النملة تقدم بورقة عمل حول موضوع الحوار أوضح فيها أن ما أفرزته المدنية الحديثة والثقافات والأديان يقود إلى حقيقة أن حوار الثقافات هو المفهوم الإنساني البارز الذي يعكس رغبة كل الشعوب في التعايش بسلام للارتقاء والتقدم لما فيه خير الإنسانية جمعاء، مؤكداً على أهمية الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في هذه المرحلة بالذات، لأن الظواهر التي تشعل فتيل الحروب والفوضى وتهدد السلام والأمن الدوليين وتفكك أواصر المجتمع الدولي، كظاهرة الإرهاب، والعنف، والتطرف، وانتشار المخدرات، والتفكك الأسري الذي قاد إلى تفكك المجتمعات، كل هذه الظواهر جاءت خلافاً لما جاءت به الأديان السماوية، وما تنادي به الثقافات المعتبرة ومبادئ الأخلاق واحترام الأعراف. وأضاف الدكتور النملة أن فرصة المجتمع الدولي عبر البرلمانات الرائدة لدول مجموعة العشرين والبرلمانات في مختلف دول العالم وكافة المؤسسات الحكومية والدولية تبدو اليوم سانحة أكثر من أي وقت مضى للعمل الجاد لدعم الحوار الحضاري بين الشعوب، متمنياً أن يسهم الاجتماع الحالي والاجتماعات اللاحقة لرؤساء برلمانات دول مجموعة العشرين في دعم مؤسسات ومؤتمرات الحوار بين أتباع الديانات والثقافات المعتبرة، ومساندتها، وتأييدها، والعمل معها في سبيل تحقيق أهدافها الاستراتيجية الرامية إلى نبذ الخلافات التاريخية، وترسيخ قواعد الأمن والسلام والرخاء في العالم. من جانبه، قال آل الشيخ في كلمته الافتتاحية إن المملكة من أوائل الدول التي أسهمت في تحقيق أهداف التنمية الألفية بسبب ما توليه من أهمية كبرى لقضايا التنمية المستدامة، وزيادة مخصصات الإنفاق العام على الخدمات التعليمية، والصحية، والاجتماعية، ونرى أن أهداف تحقيق التوازن الاقتصادي العالمي، وإرساء دعائم التنمية الاقتصادية الشاملة، وتحقيق النمو الاقتصادي المنشود لا يمكن بلوغها إلا بجهود جماعية متواصلة، وتعاون يستند إلى شعور بالمسؤولية المشتركة من خلال تطوير شراكة عالمية حقيقية من أجل التنمية. ولفت آل الشيخ إلى أن المملكة سباقة إلى الدعوة إلى الحوار بين الأديان والثقافات وهو ما تجسد في المؤتمر الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الذي عقد في مدينة مدريد عام 2008م ، ثم تلى ذلك لقاءً في مقر الأممالمتحدة بنيويورك، وتوجت تلك الجهود بإنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا. وقال إننا نرى اليوم أن فرصة المجتمع الدولي تبدو سانحة أكثر من أي وقت مضى للعمل الجاد لدعم الحوار الحضاري بين الشعوب من خلال الجهد المشترك، واستغلال وسائل التقنية والاتصالات الحديثة والمتطورة لبلورة استراتيجية شاملة لتفعيل الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتكثيف اللقاءات والمؤتمرات والندوات التبادلية بين الدول من أجل عرض المفاهيم والقيم المشتركة لهذا الحوار لكي يكون أكثر فاعلية وتأثيراً. وأكد خيرات مامي رئيس مجلس الشيوخ لبرلمان جمهورية كازاخستان في كلمة الضيوف التي ألقاها نيابة عنهم أن بلاده مناصرة وبقوة لمبادىء الأمن العالمي والتسامح والتنوع الثقافي والروحي وتبذل جهوداً لتعزيز الحوار بين الحضارات، ووسط أولويات السياسة الخارجية للبلد يبرز دعم نشاط تحالف الحضارات والمبادرات النبيلة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز معلناً أن كازاخستان ستستضيف في نهاية مايو (أيار) المقبل المؤتمر الرابع الدوري المكرس لموضوع السلام والوئام كخيار للبشرية، وسيناقش عدة موضوعات أبرزها دور الزعماء الدينيين في تحقيق التنمية المستدامة، والدين والتعددية الثقافية، والدين والمرأة، والقيم الروحية والتحديات المعاصرة، والدين والشباب. ويتطلع المراقبون إلى أن تخرج مناقشات وتوصيات لقاء الرياض الذي يختتم اليوم بأفكار وقرارات تعزز التعاون البرلماني في مواجهة التحديات الاقتصادية وغيرها التي تتطلب استجابة جماعية لدول مجموعة العشرين، وأن يفتح أفقاً جديداً في صياغة ومتابعة الأداء الحكومي لدول المجموعة، وتفعيل أداء الدبلوماسية البرلمانية والتي تواكب الجهود الحكومية وتعززها من أجل تحقيق السلم والأمن الدوليين، ودفع عجلة التعاون الدولي. وفي تصريح خص به «الشرق»، أكد رئيس مجلس النواب الأرجنتيني السيد جوليان دومينيك أن وجوده برفقة الوفد الأرجنتيني في الرياض ما هو إلا دعم لنداء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في الدعوة إلى الحوار وفي تحقيق السلام العالمي. واعتبر ذلك رمزاً للقبول وللاستجابة لهذا النداء الذي كان له صدى واسع على الصعيد العالمي. وأضاف أن المملكة تعد نموذجاً للحوار والسلام والدعوة إليهما على مستوى العالم. وقال لقد أسهبنا كثيراً اليوم في الطروحات حول الموضوع ومدى أهمية الحوار بين الثقافات والأديان، وهذا مؤشر يجب أن يهيمن على القرن الحادي والعشرين، ويجب أن يكون اتجاهنا في هذا الموضوع وفي توطيد هذه الحوارات وأيضا في تفعيل الحوارات بين برلمانات العالم من أجل تحقيق السلام العالمي. وشدد على ثقته بأن تقدم الشعوب على كافة الأصعدة لا يأتي إلا عبر الحوار، وأن مثل هذه الموضوعات تأتي أهميتها من أنها تشكل أجندة لمناقشات سواء على الصعيد الداخلي أو على الصعيد الخارجي عبر البرلمانات أو غيرها من أجل تحقيق السلام وتذليل العقبات التي تهدد أمن ورفاهية الشعوب. صورة جماعية لرؤساء الوفود