ينتظر أكثر من ألفي مهاجر معظمهم من السوريين في مدينة أدرنة التركية (شمال غرب) على أمل الدخول إلى أوروبا عبر الحدود اليونانية المغلقة في وجههم. وأعلنت مصادر قريبة من رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أنه سيلتقي وفدا من ممثلي هؤلاء المهاجرين على أمل حلحلة الوضع المستمر منذ الثلاثاء الماضي. وكان هذا اللقاء مقررا الجمعة لكنه أرجئ بسبب برنامج عمل رئيس الحكومة. وأدرنة هي آخر مدينة تركية قبل الحدود مع اليونان وبلغاريا وكانت معبرا مفضلا للاجئين في طريقهم إلى أوروبا. ويتمركز نحو ألف مهاجر بينهم عدد كبير من الأطفال في ظروف صعبة تحت الشمس أو في ملاجئ هشة على الطريق الدولي السريع الذي يبعد حوالى عشرة كيلومترات عن الحدود. ويمنع الدرك هؤلاء من السير باتجاه الحدود. وعصر أمس حاول نحو 300 شخص وهم يصرخون «افتحوا الأبواب» بالعربية، اقتحام حواجز الشرطة التي ردت بتفرقتهم بالهراوات. واستقبلت السلطات التركية مجموعة أخرى تضم ألف شخص في محيط منطقة ميدان. وأمضوا ليلة هادئة ووزعت عليهم وجبات طعام ساخنة. وفي السياق ذاته كشف مسؤول بارز في الاتحاد الأوروبي أمس عن خطط لتشجيع السوريين الفارين من الحرب في بلادهم على البقاء في الدول المحاذية لسوريا بدلا من الانضمام إلى جحافل المهاجرين إلى أوروبا. وفي زيارة إلى مركز لاستقبال المهاجرين على الحدود المقدونية، قال مسؤول توسعة الاتحاد الأوروبي يوهانز هان إن على الاتحاد الأوروبي القيام بعدد من المهام. وأضاف «أعتقد أن الأمر الأكثر أهمية هو مساعدة الدول في المنطقة على استيعاب الوضع». وأوضح هان السبب وراء خطط المفوضية لتخصيص الدعم الأوروبي مجددا إلى تركيا في إطار هذه المبادرة، وقال «هذا هو السبب لاقتراحي قبل عدة أيام إعادة تخصيص الأموال التي نزود بها تركيا. نحن نتحدث عن مبلغ يصل إلى مليار يورو (1,13 مليار دولار)». وقال إن هذه الأموال «ستساعد تركيا على التعامل مع هذا التحدي وتعطي الناس فرصة للبقاء في المنطقة من أجل العودة إلى منطقتهم وبلدانهم بالسرعة الممكنة». وأجبرت الحرب المستمرة في سوريا منذ أربع سنوات أكثر من أربعة ملايين شخص على الفرار من بلادهم. ولجأ نحو نصفهم إلى تركيا بينما يعيش أكثر من مليون آخرين في لبنان ونحو 630 ألفا في الأردن. وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن نقص التمويل أجبره على خفض مساعداته الغذائية التي يقدمها لنحو 1,3 مليون لاجئ إلى النصف. ويعيش معظم هؤلاء الآن على ما يعادل 40 سنتا أمريكيا يوميا. وخفض البرنامج مساعداته الغذائية إلى نحو 229 ألف لاجئ في الأردن و131 ألف لاجئ في لبنان. والأسبوع الماضي قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إنه سيدعو إلى عقد قمة للاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء المقبل «للعمل مع تركيا» لتشجيع اللاجئين السوريين على البقاء على أراضيهم إلى حين انتهاء الحرب.