تبدو المملكة العربية السعودية مؤهلة لتكون المصدر الأول للطاقة البديلة بجميع أنواعها وأشكالها، مثلما هي المصدر الأول للطاقة الأحفورية في العالم حالياً، وذكرت أبحاث كلية دايفس في جامعة كاليفورنيا أن احتياطي العالم للنفط بلغ 1.332 تريليون برميل في 2008، ووصل استهلاك النفط إلى 85.22 مليون برميل في اليوم، بنمو سنوي بنسبة 1.3% مما سيتسبب في نفاده بحلول2041. وتحدث العلماء والجيولوجيون في الغرب في السنوات الأخيرة عن نفاد النفط، ولكنهم قوبلوا بالاستهزاء، إلا أن الأبحاث الحديثة أكدت إمكانية هذا النفاد في أقل من خمسين عاما من الآن، وهي المرحلة التي أطلق عليها العلماء مسمى “الذروة النفطية”، وزعموا أنها ستبدأ بعد 2020، وراجت هذه التوقعات عند تضخم أسعار النفط في 2008، ووصولها إلى 150 دولارا للبرميل. ولهذه الأسباب أصبحت الطاقة المتجددة محل اهتمام شديد للمملكة وبقية دول مجلس التعاون الخليجي، التي تعتمد بشكل رئيس على النفط كمصدر دخل رئيس. والطاقة المتجددة هي التي تستمد من الموارد الطبيعية مثل أشعة الشمس، والرياح والأمطار وحركة المد والجزر والطاقة الحرارية الأرضية، بدلا عن الوقود الأحفوري، أو النفط. وتعتبر الطاقة المتجددة طاقة نظيفة وصديقة للبيئة لقدرة استمدادها من الطاقة الشمسية التي يمكن تحويلها إلى طاقة كهربائية وطاقة حرارية من خلال نظام التحويل الكهروضوئي، والتحويل الحراري للطاقة الشمسية بوساطة الخلايا الشمسية، وتستخدم في تشغيل الأنظمة المختلفة، وفي إنارة الطرق والمنشآت، وفي ضخ المياه وغير ذلك. ومن المحاولات السعودية الواعدة الأخيرة لاستخدام الطاقة الشمسية واستثمارها في تشغيل السيارات، تصنيع سيارات شمسية بكفاءة عالية، والمشاركة بها في سباق دولي أقيم في إستراليا يسمى “سباق التحدي الشمسي” وقام فريق سراج المكون من طلاب وأعضاء هيئة تدريس من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالمشاركة في السباق في أكتوبر الماضي بسيارة “وهج”، وهي أول سيارة تعمل بالطاقة الشمسية، يتم تصنيعها في السعودية. وتتسابق دول العالم للاستفادة من الطاقة الشمسية، فالصين أقامت ما يسمى ب”وادي الطاقة الشمسية” والذي يعتبر أكبر قاعدة لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم في مدينة دوجو شمال البلاد. أما الولاياتالمتحدةالأمريكية فقد شرعت في بناء محطة توليد كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية في ولاية أريزونا، ومن المتوقع أن تصبح هذه المحطة الأكبر في العالم. الربع الخالي يوفر ضعف ما يحتاجه العالم من الطاقة أعلن الخبير الألماني البيرتو قاليغو في نوفمبر الماضي في أكاديمية الطاقة المتجددة “ريناك” إن مساحة الربع الخالي تكفي لإمداد العالم بأكثر من مرتين بالطاقة التي يحتاجها. وأعلنت المملكة عزمها ضخ استثمارات كبيرة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على مدى السنوات العشر المقبلة. وقامت شركة تكنولوجيا البولي سيليكون السعودية في 2011 بتوقيع اتفاق بقيمة 380 مليون دولار مع شركة كي سي سي الكورية. حيث يستخدم البولي سيليكون في الطاقة الشمسية من أجل تحويل ضوء الشمس إلى كهرباء. وذكر مسؤول رفيع في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أن جميع احتياجات المملكة من المياه المحلاة، سيتم إنتاجها بواسطة الطاقة الشمسية في 2019 إلى جانب استخدام الطاقة الشمسية لسد جزء كبير من احتياجات المملكة من الكهرباء، مشيرا إلى أن تحلية المياه وإنتاج الطاقة يستهلكان 1.5 مليون برميل من النفط يوميا، ما يشكل عبئا اقتصاديا على المملكة. دول الخليج تتجه إلى مصادر الطاقة البديلة خليجاً, ذكر رئيس القمة العالمية للطاقة المتجددة ناجي حداد أن كل كيلومتر مربع في دول مجلس التعاون الخليجي يتلقى طاقة شمسية، تصل إلى ما يعادل 1.5 مليون برميل نفط سنوياً. وتأتي دولة الإمارات في المقدمة، حيث تم الإعلان في إمارة دبي في 2008 عن تطبيق معايير المباني الخضراء على المنشآت والمباني، وهو ما سيجعل من دبي أول مدينة في الشرق الأوسط، وواحدة من مدن قليلة في العالم، تسعى لتطبيق هذه المعايير، وتأتي إمارة أبو ظبي بعد دبي في العمل بنظام المباني الخضراء، حيث شهدت الإمارة أخيرا إطلاق أول مدينة في العالم خالية من الانبعاثات الكربونية والنفايات والسيارات، وهي “مدينة مصدر” وسيتم توليد الكهرباء في المدينة بواسطة ألواح شمسية، وفي مدينة رأس الخيمة، يعكف خبراء سويسريون على بناء نموذجٍ لجزيرة صناعية بتقنية عالية، تهدف إلى توليد الطاقة الكهربائية، وإنتاج الهيدروجين من أشعة الشمس. كما أعلن المجلس الأعلى للطاقة في دبي خلال العام الجاري، خطته للطاقة النظيفة. ومن ضمن الخطة أنه بحلول عام 2030 سيتم إنشاء محطة طاقة شمسية مساحتها 48 كيلومترا مربعا تنتج ألف ميجاوات من الكهرباء.