قسَّم التاريخ القديم العرب إلى ثلاث فئات: بائدة، وعاربة، ومستعربة. الفئة البائدة هم قوم عاد، وثمود، وجديس، وعبيل، وجرهم، وأطلق عليهم البائدة لقدمهم النسبي، و»اندثارهم» قبل الإسلام، وفي الفترة المعروفة ب «الجاهلية». الفئة الثانية هم العرب العاربة، وهم القحطانيون أبناء قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، وذلك وفق ما يذكره أكثر المؤرخين. أما الفئة الثالثة فهم العرب المستعربة، أو المتعربة، وهم العدنانيون، أو النزاريون، وهم أبناء سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام. وبعد مرور حوالي 1436 عاماً، وفي القرن الحادي والعشرين الميلادي أضاف التاريخ فئة جديدة إلى العرب، أطلق عليها: العرب اللاجئة، وهم مواطنون من بلدان عربية مختلفة: سوريا، العراق، اليمن، ليبيا، تونس، الجزائر، وغيرها، ممَّن فروا من بلدانهم مع تصاعد الأزمات فيها، حيث تم تسجيل ملايين النازحين منهم في صفحات التاريخ، ما أهَّلهم لأن يكونوا من فئة «العرب اللاجئة». بالطبع «العرب اللاجئة» فروا من بلدانهم إلى بلدان شقيقة وصديقة استضافتهم، ومن هذه البلدان المملكة العربية السعودية، التي استضافتهم أشقاءَ، وأهل بلدٍ لا لاجئين، وأنشأت بعض الدول مخيمات لهم مثل: الأردن، وتركيا، وهاجر آلاف منهم إلى أوروبا، وأمريكا، وآسيا، وإفريقيا، وغيرها من الدول. أرجو أن ينصفهم التاريخ، وأن يسجل في صفحاته أنهم لم يتركوا بلادهم حباً في الهجرة، بل خوفاً من القتل، والاغتصاب، والذل والهوان.