عثرت السلطات التركية على والد الطفل السوري الغريق آلان فاقداً للوعي ونقلته إلى مستشفى قرب شاطئ بودروم، في وقتٍ أكدت عمَّة الطفل الذي أحدثت وفاته صدمةً عالمية أن أسرة شقيقها كانت تنوي الهجرة إلى كندا. وأبلغت عمَّة آلان، وتدعى تيما، صحيفة «ناشيونال بوست» الكندية بقولها «شقيقي وزوجته وطفليهما قدموا طلبات لجوء إلى نفقةٍ خاصة إلى السلطات الكندية لكنها رُفِضّت في يونيو الماضي بسبب مشكلات في الطلبات الواردة من تركيا». وأفادت بأنها حاولت التكفل بهم بمساعدة أصدقاء «لكننا لم نستطع إخراجهم لذا ركبوا القارب» الذي غرِقَ ليل الثلاثاء – الأربعاء قبالة ساحل مدينة بودروم التركية ما أسفر عن غرق 12 شخصاً بينهم الطفل آلان وشقيقه غالب ووالدتهما ريحانة، 35 عاماً، فيما نجا الأب عبدالله. ووفقاً لصحيفة «صباح» التركية؛ عثرت السلطات على عبدالله، وهو كردي، فاقداً للوعي ونقلته إلى مستشفى. وعلِمَت تيما، التي تسكن فانكوفر في كندا، بالنبأ في الخامسة من فجر أمس واتصلت بشقيقها الذي أبلغها بوفاة زوجته وطفليه. وكانت العمّة تتكفل بدفع إيجار مسكن الأسرة في تركيا «لكن طريقة معاملة السوريين هناك مريعة»، بحسب قولها. وامتدح العالم استقبال أنقرة مليوني لاجئ منذ بدء الصراع في سوريا في مارس 2011، إذ أنفقت 6 مليارات دولار على رعايتهم ولم تحصل سوى على 400 مليون دولار في شكل مساعدات من الخارج. لكنها حذرت من نفاد قدرتها الاستيعابية، وأقرّت بقيام الالآف برحلة محفوفة بالمخاطر في قوارب تتجه إلى اليونان سعياً لدخول أوروبا. تتحدر أسرة عبدالله من كوباني (عين العرب) الواقعة في شمال سوريا قرب الحدود مع تركيا. وشهدت المدينة على مدى أشهرٍ مضت معارك ضارية بين تنظيم «داعش» الإرهابي ومقاتلين أكراد. واضطر آلاف السوريين إلى الفرار من القتال في اتجاه تركيا ومنها إلى اليونان عبر قوارب. وأعلن الجيش التركي في وقتٍ سابق تمكُّن فرق البحث والإنقاذ التابعة له من إنقاذ حياة مئات المهاجرين وسط الأمواج المتلاطمة خلال الشهور القليلة الماضية. وأفاد مسؤول في البحرية التركية بأن أسرة عبدالله كانت من بين 12 لاجئاً على الأقل يُعتقَد أنهم سوريون لقوا حتفهم أثناء محاولة الوصول إلى جزيرة كوس اليونانية. وتحدث الأب لاحقاً لوسائل إعلام قائلاً إن ولديه انزلقا من بين يديه في الظلام بعد انقلاب المركب. وتشير المفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين إلى قرابة 160 ألف لاجئ ومهاجر وصلوا إلى اليونان بحراً منذ مطلع العام الماضي. وفي يوليو الفائت؛ وصل أكثر من 50 ألف شخص معظمهم سوريون إلى اليونان مقارنةً ب 43 ألفاً و500 شخص خلال عام 2014 كلِّه. وناشدت المفوضية اليونان والاتحاد الأوروبي مراراً باتخاذ خطوات لمواجهة الموقف.