ظهرت انعكاسات العقد القياسي الذي حصلت عليه رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم لبيع حقوق النقل التليفزيوني (2.3 مليار يورو بين 2016 و2019) بشكل جلي في سوق الانتقالات الصيفية، حيث أنفقت الأندية الإنجليزية دون حساب. وكانت سعفة أضخم عملية انتقالات هذا الصيف لمانشستر سيتي، بعد أن تخلص من معوقات قاعدة اللعب المالي النظيف، المفروضة عليه من قبل الاتحاد الأوروبي للعبة. وأعلن وصيف بطل الدوري في الموسم الماضي، ضم «الجوهرة» البلجيكية كيفن دي بروين لاعب وسط فولفسبورغ وصيف بطل ألمانيا، مقابل مبلغ خيالي قدر بنحو 75 مليون يورو. وكان دي بروين انضم إلى النادي اللندني عام 2012 من غنك البلجيكي، ولعب معه 3 مباريات فقط قبل أن يعيده إلى ناديه الأصلي على سبيل الإعارة، ثم إلى فيردر بريمن الألماني (2012-2013) قبل أن يصطاده فولفسبورغ ويساهم معه في إحراز لقب الوصيف (2014-2015). واستغنى مانشستر سيتي عن خدمات البوسني أدين دزيكو والمونتينيجري ستيفان يوفيتيش، وكذلك الدولي الإنجليزي جيمس ميلنر. ودفع مانشستر سيتي مبلغ 113 مليون يورو لشراء 5 لاعبين آخرين، منها 60 مليون يورو للحصول على خدمات المهاجم الدولي الإنجليزي الشاب رحيم سترلينج. وذهبت سعفة هدف السبق لجاره مانشستر يونايتد، الذي أنهى عملية الانتقالات في وقت مبكر وتحديدا منتصف يوليو. وتخلى فريق «الشياطين الحمر» عن البرتغالي لويس ناني والهولندي روبن فان بيرسي، ودفع 106ملايين يورو لضم الهولندي ممفيس ديباي والإيطالي ماتيو دارميان والألماني باستيان شفاينشتايجر والفرنسي مورجان شنايدرلين، فيما قدم إليه الحارس الأرجنتيني سيرخيو روميرو دون مقابل. أما جائزة أفضل خطة فكانت من نصيب أرسنال، الذي اقتنص الحارس التشيكي بيتر تشيك من تشلسي مقابل 14 مليون يورو. وحصل تشلسي حامل اللقب على أوسكار السرعة في عملية انتقال الإسباني بيدرو من برشلونة مقابل 60 مليون يورو، وارتفع المبلغ إلى 71 لاستبدال الحارس تشيك بالبوسني اسمير بيجوفيتش، والعاجي ديدييه دروجبا بالكولومبي راداميل فالكاو (على سبيل الإعارة). وحصل ليفربول على جائزة «عدم التوازن» بعد موسم سيئ، ودفع 102 مليون يورو لضم البلجيكي كريستيان بنتيكي (45 مليونا) والبرازيلي روبرتو فيرمينو (40) وآخرين، لتعويض رحيل القائد الرمز ستيف جيرارد ورحيم سترلينج. على غير العادة، أحدث الغريمان برشلونة البطل وريال مدريد الوصيف اضطرابا كبيرا في السوق الصيفية، خصوصا على صعيد الرحيل، لا سيما أيقونتي الفريقين فذهب تشافي هرنانديز إلى السد القطري والحارس ايكر كاسياس إلى بورتو البرتغالي. ويبقى برشلونة تحت الحظر المفروض عليه من قبل الاتحاد الأوروبي، بسبب خروقاته لقانون اللعب المالي النظيف حتى مطلع 2016، وضم على هذا الأساس التركي أردا توران من أتلتيكو مدريد واليكس فيدال من إشبيلية. ويمكن تفسير الهدوء غير المعتاد في ريال مدريد، بتعيين رافائيل بينيتيز مدربا جديدا خلفا للإيطالي كارلو أنشيلوتي، وتكليفه بإحياء النشاط في التشكيلة الحالية التي تعتبر كاملة متكاملة، فلم تحدث عملية ضم كبيرة باستثناء بعض الصغار مثل الكرواتي ماتيو كوفاسيتش (من إنتر ميلان الإيطالي) والمدافع البرازيلي دانيلو (بورتو البرتغالي). وكانت العملية واضحة أكثر لدى أحد المنافسين الأقوياء أتلتيكو مدريد كما في كل صيف، فاستغنى عن المهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش والبرازيلي جواو ميراندا وتوران. في المقابل، حصل قطب العاصمة الإسبانية الثاني على الكولومبي جاكسون مارتينيز والأرجنتيني لوسيانو فييتو والبلجيكي يانيك فيريرو كاراسكو. كما هي الحال في إنجلترا كذلك في إيطاليا، التي استفادت بطولتها من انفجار أسعار حقوق النقل التلفزيوني وقاربت مليار دولار سنويا (845 مليونا). ومع رحيل اندريا بيرلو والأرجنتيني كارلوس تيفيز والتشيلي ارتورو فيدال، تعين على يوفنتوس بطل المواسم الأربعة الأخيرة الانخراط في عملية الاستثمار فاستقدم ماندزوكيتش وسامي خضيرة، والكولومبي خوان كوادرادو من تشلسي (إعارة) والأرجنتيني باولو ديبالا من جاره باليرمو. من جانبه، عزز روما الوصيف في الموسمين السابقين هجومه بالبوسني ادين دزيكو والمصري محمد صلاح، ودفاعه بالألماني انطونيو روديغر (إعارة) والفرنسي لوكاس دينيي (إعارة أيضا). وحصل إنتر ميلان على الفرنسي جوفري كوندوجبيا (40 مليونا) وميرندا (14 مليونا)، واستغنى عن السويسري شيردان شاكيري إلى ستوك سيتي الإنجليزي وكوفاسيتش إلى ريال مدريد. وتحرك ميلان بدوره فتعاقد مع الكولومبي كارلوس باكا من إشبيلية الإسباني (30 مليونا)، واليسيو رومانيولي المعار إلى سمبدوريا من روما (25 مليونا)، وأخيرا المشاغب ماريو بالوتيلي من ليفربول على سبيل الإعارة. عملا بنصيحة رئيسه الفخري القيصر فرانتس بكنباور بالنظر إلى المستقبل، ضم بايرن ميونيخ التشيلي إرتورو فيدال من يوفنتوس والجناح البرازيلي دوجلاس كوستا من شاختار دانييتسك الأوكراني وأنفق ما يقارب 70 مليون يورو. وكانت الحركة ضعيفة جدا في ألمانيا، واستغنى المدرب الجديد لبوروسيا دورتموند عن المهاجم الإيطالي تشيرو إيموبيلي بإعارته إلى إشبيلية، واستعان بالحارس السويسري رومان بوركي من جاره فرايبورغ. تخضع الأندية الغنية في فرنسا لقانون اللعب المالي النظيف، فكانت حركة الانتقالات شبه معدومة، وشكل باريس سان جرمان بطل المواسم الثلاثة الأخيرة المملوك لشركة الاستثمارات القطرية، استثناء كونه يملك ميزانية ضخمة تصل إلى 500 مليون يورو. وأنفق سان جرمان مبلغ 110 ملايين لشراء 4 لاعبين هم: الأرجنتيني أنخل دي ماريا من مانشستر يونايتد والفرنسي بنجامان إسطنبولي من توتنهام الإنجليزي وليفين كورزاوا من موناكو والحارس الألماني كيفن تراب من إينتراخت فرانكفورت. ولم يكن أمام مارسيليا وموناكو من حل سوى الاستغناء عن أفضل عناصرهما، فرحل عن الأول الغاني إندريه إييو إلى سوانسي الإنجليزي وديميتري باييه إلى وست هام الإنجليزي وجانيلي إيمبولا إلى بورتو. من جانبه، فتح موناكو باب الرحيل أمام كوندوغبيا (إنتر ميلان) والتونسي أيمن عبد النور (فالنسيا الإسباني) وكاراسكو (أتلتيكو مدريد) والأرجنتيني لوكاس أوكامبوس إلى جاره مرسيليا بعد إعارة لستة أشهر.