هناك أزمة ثٍقة بين السكرتير والمراجع وهو أمر لهُ ما يبررهُ، حيث إن بيروقراطية الدوائر الحكومية لدينا على مرّ السنوات جعلت الموطن يفقد الثقة بالموظف الذي يُدير مكتبٍ المسؤول، هرٍمت الأنظمة فلم تَعُد تتواكب مع حاجيات المواطن، فزادت الأزمة. إذن ما الحل؟ هذا ما أردت أن أقوله في هذه السطور هي قٍصة بسيطة لكنها حتماً هي النجاح الذي ينشده الوزراء ويتمناه الوطن. تقدّم مجموعة من الزملاء لمكتب الدكتور عزام الدخيّل لعرض قضية مهمة تتعلق بالتّعليم الموازي، حيث يطمحون لاستثناء مُبَرر هذا العام من قرار توقيف التّعليم الموازي كانت لديهم رؤية مُعينة في الاستثناء أرادوا إيصالها للوزير. طبعاً لم يكن هناك موعد للمقابلة لكن الإدارة المهنية مَرٍنة في التعامل مع مثل هذهٍ القضايا وحَلها، لم يكن من أخلاقيات الوزارة أن ترفض أو ترُد الزائرين وبنفس الوقت لم يكن هناك وقت أمام الوزير للقائهم. عادة يتعامل موظفو مكتب الوزير بشكل فظ مع الزائرين حيثُ يتم تحجيم الموضوع ورش الرذاذ في عيون المراجع حتى يُسلِّم أمره لهم ويعود خالي الوٍفاض. هذه الثقة المنزوعة بين المراجع والموظف جعلت المراجع لا يستمع أبداً للموظف مهما قال حيث لا رد له إلا: «أريد مقابلة الوزير!». لكن ما حدث في مكتب عزام الدخيّل كان مختلفاً تماماً، تقدّم لهم موظف يجيد التعامل مع المُراجع ويعي أزمة الثقة بينهما، تمّ اختيارهُ بعناية ليسمع ويسأل فقط دون أن يتحدّث أو يُقاطع أو يبرر وهو المهندس طارق القويفل، قال بالحرف الواحد: قضيتكم بأيدٍ أمينة فقط تكلموا ماذا تريدون؟ طُرح الموضوع بشكل عادي لمدة نصف ساعة، وتم حل الإشكال خلال يومين فقط، إنها روح القيادة الناجحة التي تتسرّب عبر الديوان الملكي إلى كل مفاصل الدولة.