أعلنت وزارة الصحة تجاوز مستشفى الملك فهد التابع لمدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الرياض خطر التفشي الأخير لفيروس كورونا فيه، فيما شدَّدت على أهمية دور المجتمع في الحد من انتشار متلازمة الشرق الأوسط التنفسية التي يسبِّبها الفيروس. وأفاد وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية، الدكتور عبدالله عسيري، ببدء تراجع عدد المصابين ب «كورونا» داخل مستشفى الملك فهد، مؤكداً «بدأنا نسجل عدداً تنازلياً». وتتبع مدينة الملك عبدالعزيز الطبية وزارة الحرس الوطني. وذكَّر عسيري، خلال مؤتمر عُقِد أمس في مقر الوزارة، بقابلية الفيروس للانتشار داخل المنشآت الصحية نظراً لنقص المناعة لدى المرضى وتزايد احتمال إصابتهم بأمراض أخرى. لكنه تابع «الفيروس لم يصبح أكثر ضراوة أو أكثر قدرة على الانتشار خصوصاً مع بدء التطبيق الصارم لبرامج مكافحة العدوى وترجمة ذلك عملياً بتناقص عدد الحالات». بدوره؛ قدَّر وكيل الوزارة للصحة العامة، الدكتور عبدالعزيز بن سعيد، عدد حالات «كورونا» التي سُجِّلَت داخل مستشفى الملك فهد ب 53 حالة منها 17 تعرضت للوفاة. ومن بين الحالات؛ 4 ممارسين صحيين و35 مريضاً كانوا يتلقون العلاج منهم 3 عُزِلوا لاحقاً في منازلهم، فيما غادرت حالة المستشفى بعد تماثلها للشفاء. وتحدث مسؤولو «الصحة»، الذين شاركوا في المؤتمر الصحفي أمس، عن اتخاذ الوزارة عدة إجراءات للتعامل مع التفشي الأخير في المستشفى. ومن بين هذه الإجراءات؛ إرسال فريق الاستجابة السريعة إلى المستشفى. وضم الفريق خبراء في مجال مكافحة العدوى لمساعدة الأطباء والممارسين الصحيين على تطبيق معايير إجراءات المكافحة بفاعلية.وعلى المستوى الوطني؛ لفت المسؤولون إلى اتخاذ عدة إجراءات تستهدف منع حدوث تفشٍ آخر ل «كورونا». وكشفوا عن إرسال فرق مكافحة العدوى إلى جميع مستشفيات الرياض للتأكد من جاهزية مرافقها لتطبيق معايير المكافحة وتطبيق إجراءات السلامة داخل منشآتها. وأشاروا أيضاً إلى إنشاء شبكة تواصل لتبادل المعلومات الآنية بين الفرق الطبية وجميع المستشفيات بما يمكِّن الطرفين من البقاء على تواصل تام و»بالتالي تبادل الخبرات فيما يتعلق بنشاط متلازمة الشرق الأوسط التنفسية». كما أفصحوا عن تعيين ممارس صحي كمنسق لمكافحة العدوى في جميع غرف الطوارئ بالمملكة للعمل على مدار الساعة من أجل دعم الفريق الطبي المحلي وربطه بخبراء الأمراض المعدية على المستوى الوطني و»بالتالي ضمان التشخيص المبكر للحالات الجديدة». وعن خطة تجنب إصابة الحجاج بالمتلازمة؛ أعلن الدكتور عسيري الانتهاء من تجهيز المنشآت الصحية داخل المشاعر المقدسة للاستجابة لأي حالة التهاب رئوي يتم تشخيصها على أنها حالة اشتباه ب «كورونا» مع إبلاغ الصحة العامة بها. وأكد تجهيز الوزارة 3 مختبرات داخل المشاعر المقدسة ومختبر رابع في المدينةالمنورة لفحص الاشتباهات و»إذا تأكد وجود حالة يتم نقلها فوراً من المشاعر إلى المحجر الصحي المجهز لهذا الغرض في مدينة جدة». في السياق ذاته؛ أبلغ عسيري الصحفيين بخطة تتعلق بتدريب جميع الكوادر الصحية العاملة في مناطق الحج على مرحلتين. وتبدأ المرحلة الأولى قبل الوصول إلى مناطق الحج، فيما تبدأ الثانية مطلع شهر ذي الحجة وتُنفَّذ داخل المستشفيات الموجودة في المشاعر للتأكد من معرفة الممارسين الصحيين بالإجراءات الوقائية. لكن عسيري شدد على أن مسؤولية وقف انتشار المتلازمة تتعدى الممارسين الصحيين لتشمل أفراد المجتمع، وحثَّ المواطنين على أخذ الحيطة والالتزام بالإرشادات وطرق النظافة العامة «التي ستسهم بشكل كبير في منع انتقال العدوى ومنها غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 30 ثانية، بالإضافة إلى استخدام المنديل أو باطن الذراع عند العطس والتقليل من زيارة المرضى المصابين في المستشفيات».