أعلنت الجامعة العربية دعمها الكامل وبالإجماع للحكومة الليبية الشرعية في مكافحة الإرهاب، وطالبت الدول العربية بمقاربة استراتيجية عسكرية لمساعدة ليبيا ضد تنظيم «داعش» والمجموعات الإرهابية الأخرى. وقال مجلس الجامعة في بيان صدر عقب اجتماع طارئ على مستوى المندوبين لمناقشة الأوضاع في ليبيا، إنه قرر حث الدول العربية مجتمعة أو فرادى بضرورة تقديم الدعم الكامل للحكومة الليبية وتطبيق قرارات مجلس الأمن، التي تطلب من الأعضاء في الأممالمتحدة دعم دولة ليبيا في حربها ضد الإرهاب. وطالب وزير الخارجية الليبي محمد الدايري خلال الاجتماع الطارئ للجامعة العربية أمس، بتدخل الدول العربية عسكرياً لمساعدة ليبيا في حربها ضد تنظيم داعش المتطرف وفقاً لمعاهدة الدفاع العربي المشترك المبرمة سنة 1950. وقال الدايري، خلال مؤتمر صحفي عُقد في مقر الجامعة العربية أمس، إنَّ منطوق قرار الجامعة يحث «الدول العربية فرادى أو مجتمعة على تمكيننا من صدِّ هجمات محتملة من قبل (داعش) في سرت، وسنبدأ من اليوم الاتصال بالدول الشقيقة للتنسيق معها بهذا الخصوص». وأكد الدايري أن الإرهاب في ليبيا ليس جديداً وإنما بدأ ظهوره في مدينة درنة مع ظهور جماعات أنصار الشريعة الإرهابية، مشيراً إلى أن مدينة درنة مختطفة من قبل هذه الجماعات الإرهابية التي تتستر بمظلة الإسلام، والإسلام منها براء. وأعلن الدايري في كلمة له في افتتاح الاجتماع الطارئ للجامعة العربية أمس لبحث الأوضاع في ليبيا، الذي دعت له الحكومة الليبية اليومين الماضيين، أنه آن الأوان للتحدث بمنطق العقل فيما يحدث في ليبيا، منوهاً إلى أن هناك إجماعاً عربياً على خطورة الموقف، مشدداً على أنه يجب وضع حد للمجازر التي ترتكب من 2012 من أنصار الشريعة وداعش في ليبيا خصوصاً. وأشار إلى عمليات الذبح والقتل والاختطاف التي تمارسها الجماعات الإرهابية من داعش وأنصار الشريعة التي راح ضحيتها عدد من النشطاء السياسيين والحقوقيين والإعلاميين ورجال الجيش بالإضافة إلى عدد من الأجانب المقيمين في ليبيا، ولعل أكبرها عدداً حادثة قتل الأقباط في ليبيا. ودعا الدايري في كلمته إلى ضرورة دعم الجيش الليبي وإيقاف حظر شراء الأسلحة التي يفتقر إليها ويحتاجها حتى يتمكن من محاربة داعش والتنظيمات الإرهابية. من جهته، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي على ضرورة توفير الدعم السياسي والعسكري لليبيا من أجل القضاء على تمدد تنظيم داعش. وقال «نؤكد اتخاذ كافة التدابير اللازمة لإعادة الأمن والسلام في ليبيا، وتوفير الدعم السياسي والعسكري لصون وحماية سيادة ليبيا ودعم الجيش الوطني والقضاء على الإرهاب وهذا ما قرره القادة العرب». وكان السفير بشر الخصاونة، مندوب الأردن لدى الجامعة العربية الذي ترأس جلسة أمس، تلا قرار الجامعة الذي اُتُّخذ بموافقة جميع الدول دون تحفظ، وأكد الدعم العربي الكامل للحكومة الشرعية المنبثقة من مجلس النواب، والتضامن مع الشعب الليبي في حربه ضد الإرهاب. وأضاف الخصاونة أنَّ القرار يدعو المجتمع الدولي إلى التجاوب مع الحكومة المؤقتة في محاربة الإرهاب، وتسريع الطلبات التي تقدَّمت بها إلى لجنة العقوبات في مجلس الأمن في ما يتعلق بتسليح الجيش الليبي. وردّاً على سؤال حول القوة العربية المشتركة، قال الخصاونة في المؤتمر الصحفي: «إنَّ وزراء الخارجية والدفاع العرب سيجتمعون في 27 أغسطس الجاري لبحث الخطوات التنفيذية لعرضها على مجلس الدفاع العربي».