أقرَّ مهتمون بالانتخابات البلدية في الأحساء بضآلة احتمالات فوز المرأة بمقاعد في الاقتراع البلدي المقبل، عازين ترجيحهم إلى حداثة التجربة واتسام المجتمع الأحسائي بالطابع المحافظ، لكنهم اعتبروا مشاركة المرأة في الاقتراع كناخبة ومرشحة مكسباً للمجتمع المحلي. وتوقَّع الدكتور عبدالعزيز السلمان، مدير قسم في جامعة الدمام، عزوف النساء في الأحساء عن الترشح والتصويت في الدورة الثالثة للانتخابات البلدية على الرغم من سماح الدولة لهن بذلك بعد تعديل نظام المجالس البلدية. ولاحظ أن المجتمع الأحسائي يعجُّ بالمثقفات وحاملات الشهادات العلمية الرفيعة «لكنه يتسم في الوقت نفسه بالطابع المحافظ للغاية»، معتبراً العلاقة طردية بين زيادة أعداد المرشحات وإقبال الناخبات على الإدلاء بأصواتهن «لأنه لو تجرأت النساء ورشحن أنفسهن بأعداد كبيرة؛ سيرتفع تلقائياً عدد الناخبات». ورجَّح السلمان فوز مرشحة واحدة أو اثنتين في المحافظة بمقاعد في المجلس البلدي المقبل، داعياً المرأة إلى استغلال الفرصة التي أتيحت لها وإثبات قدرتها على تطوير العمل البلدي. وأقرَّت عضو مجلس إدارة النادي الأدبي في الأحساء، الأديبة تهاني الصبيح، بالأثر السلبي للعادات والتقاليد التي تحكم نظرة المجتمع المحلي للمرأة وتُخضِعها إلى بعض القيود والتحفظات «على الرغم من تمتع الأحسائيات بالكفاءة وإثباتهن جدارتهن في قطاعات التعليم والطب والثقافة خصوصاً». ورأت الصبيح أن تاريخ العمل العام لبعض الشخصيات النسائية في المحافظة يفوق بعض المرشحين من الرجال، واصفةً السماح لهن بخوض معترك العمل البلدي ب «القرار الصائب لأن التطوير ليس حكراً على الرجل». لكنها رفضت التنبؤ بعدد المرشحات القادرات على الفوز بثقة الناخبين، وقالت «لا يمكنني التنبؤ، المجتمع محكوم بكثير من العادات»، داعيةً المواطنين إلى دعم العنصر النسوي في الانتخابات لتقديم رسالة إلى العالم مفادها الثقة في المرأة السعودية. وبدا الكاتب والقاص حسن بن علي البطران واثقاً في قدرة المرأة الأحسائية على تحريك المياه الراكدة في القطاع البلدي لما تتمتع به من حيوية وطموح. لكنه ربط فرص فوزها في الاقتراع بدرجة وعي المجتمع بدورها، ملاحظاً تفاوت درجة الوعي بدور النساء من مجتمع محلي إلى آخر داخل المملكة «ما يعني تفاوت فرص فوزها من منطقة إلى أخرى». وذكَّر بأن التجربة ليست الأولى كون المرأة ترشحت لعضوية مجالس إدارات الأندية الأدبية وأثبتت قدرتها على الإنجاز في القطاع الثقافي. وخلافاً للتوقعات؛ أبدت المهتمة بالعمل الاجتماعي في الأحساء، أفراح العتيق، اقتناعاً بقدرة 80% من المرشحات المحتملات لعضوية المجالس البلدية على إقناع الناخبين بالتصويت لهن، عازيةً ذلك إلى خبرة المرأة الأحسائية في الخدمة الاجتماعية وأعمال التطوع وتمتعها بتعليمٍ جيد. وقالت «لدينا نساء متعلمات وأكاديميات وسيدات أعمال، لذا أُرجِّح فوز 80% منهن»، مبلِغةً «الشرق» بنيتها خوض الانتخابات كمرشحة مستقبَلاً.