«مبادرة بلدي» جاءت بمنزلة الشرارة الأولى والشعلة البيضاء التي حمل رايتها مجموعة سيدات وطنيات لتوعية المرأة بأهمية المشاركة المجتمعية في الانتخابات البلدية. قبل بضع سنين تمكنت من حضور أحد لقاءات المبادرة ولمست حماسا بالغا من المواطنات السعوديات ووعيا عظيما بدورهن ومدى ثقل أصواتهن في تحريك طواحين التنمية في بلدهن. في ذلك اللقاء اليتيم تأكدت أن إصرار المرأة على العمل لتحسين البيئة المحلية «لتكون مناسبة وصديقة» ليس دورا للرجل وحده، بل دورهما معا. لقد أصبح لصوت المرأة السعودية وزنه بعد أن شق طريقه إلى مجلس الشورى، وسوف يزداد ثقلا عندما يشق طريقه إلى المجالس البلدية لتمارس المرأة دورها وحقها الطبيعي في تحسين البيئة المحلية من حولها. والحمد لله أن الدولة أصدرت قرارا رسميا بالموافقة على مشاركتها كناخبة ومرشحة مؤكدة بذلك الأثر الإيجابي لمشاركة المرأة السعودية في تحسين البيئة ودفع عجلة التنمية. يزخر عالم المرأة السعودية، وبعد قرابة نصف قرن من التعليم، بكوادر قيادية قادرة على تحمل مهام إبداء الرأي في المسائل البيئية والمشاركة في اتخاذ قرارات المجلس البلدي تحت إشراف إدارته. ولما كان الأمر في حاجة إلى إعداد للمرأة المرشَحة فقد قامت المجالس البلدية من خلال كوادر تدريبية مؤهلة بتعريف الراغبات في الترشح بنظام الانتخابات والتعريف بطبيعة العملية الانتخابية، ودور المرشحة بعد الانتخابات. إن علينا الآن تمهيد طريق المرأة المرشحة بفيض من التفاؤل والثقة بقدرتها على التصويت والاختيار في كل ما يتعلق بالبيئة من إقرار وتنفيذ للخدمات التي تقدمها البلدية وفي إبداء الرأي في المعاملات والقضايا التي تستطلع رأي المجلس البلدي فيها، بل وفي تقسيم المنح والأراضي وفي اقتراح الخطط والبرامج وتحديد أولوياتها! وعلينا أيضا أن نهيب بالمرأة الناخبة لتدلي بصوتها في اختيار المرشحة وذلك من خلال تثقيفها بطبيعة العملية الانتخابية وطريقة إدلاء الناخبة بصوتها وتوعيتها بشفافية ووضوح من خلال الإعلانات المكثفة في القنوات الفضائية والصحف الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعية ومراكز خدمة الأحياء. أما الذين يراهنون على فشل المرأة بحجج محبطة مثل أن المرأة غير مؤهلة للأعمال القيادية وأن مشاركتها ستؤدي إلى الاختلاط وغير ذلك من المثبطات، من الممكن الرد عليهم بأنه قد تمت دراسة جدوى مشاركة المرأة في المجلس البلدي على مدى سنوات وقد صدرت الموافقة على ذلك من قبل هيئة كبار العلماء، وسوف تكون هناك تدابير لاختيار مواقع خاصة لمشاركة النساء في الانتخاب بعيداً عن الرجال، وسوف تكون هناك لوائح تنظيمية لمشاركتها من قبل الوزارة. اتركوا الخوف عنكم.. وادعموا مسيرة المرأة الناخبة /المرشحة فإنها بعون الله ستكون النصف الممتلئ.