تزداد بشدة احتمالات ذهاب الأتراك إلى انتخاباتٍ تشريعية مبكرة بعد فشل محاولات تشكيل ائتلاف حكومي بين حزبي العدالة والتنمية الحاكم والشعب الجمهوري المعارض، في وقتٍ تحدَّث فيه زعيم الأخير عن «إهدار البلاد فرصةً تاريخية»، داعياً إلى سحب تفويض تشكيل الحكومة من رئيسها الحالي، أحمد داود أوغلو. وأبلغ رئيس الحكومة المواطنين ب «عدم وجود أساس لشراكة حكومية في الوقت الحالي»، مؤكداً تزايد احتمالات الذهاب إلى انتخابات مبكرة. وطالب داود أوغلو، في كلمةٍ تليفزيونية أمس، البرلمان بالدعوة في أقرب وقتٍ ممكن إلى إجراء الانتخابات بعد فشل المحادثات التي كانت ترمي لتشكيل ائتلاف. وشدد أوغلو، وهو زعيم «العدالة والتنمية»، على «عدم صحة التصور بأن الرئيس رجب طيب أردوغان لا يريد ائتلافاً»، حاثّاً النواب على المبادرة بالدعوة إلى اقتراعٍ جديد وعدم ترك القرار في يد الرئيس. في المقابل؛ دعا زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كيلجدار أوغلو، إلى عدم اعتبار انتخابات مبكرة حلاً وحيداً، معتبراً أن من غير الأخلاقي احتفاظ زعيم «العدالة والتنمية» بتفويض تشكيل الحكومة. وحذر كليجدار أوغلو، في مؤتمر صحفي أمس عقب فشل المشاورات بين الحزبين، من أن البلاد أهدرت فرصة تاريخية. ونسب إلى رئيس الوزراء اقتراحه خلال المشاورات تشكيل حكومة ائتلافية لفترة محدودة أو حكومة أقلية. وكان مسؤولون كبار في الحزب الحاكم و»الشعب الجمهوري» صرَّحوا بانتهاء المحادثات الرامية إلى تشكيل ائتلاف بينهما بالفشل، ما أدى إلى هبوط شديد في الأسواق التركية. وفي محاولةٍ أخيرة لإنقاذ المحادثات؛ عقد رئيس الوزراء اجتماعاً استمر ساعة ونصف الساعة في أنقرة مع كيليجدار أوغلو. «لكن النتيجة كانت سلبية»، كما أفاد مسؤول كبير في «الشعب الجمهوري». ويمكن ل»العدالة والتنمية» الآن بدء محاولات تشكيل ائتلاف مع حزب الحركة القومية اليميني المعارض. لكن مسؤولاً كبيراً في الحزب الحاكم وصف فرص التوصل لمثل هذا الاتفاق ب«ضئيلة للغاية»، عادَّاً في الوقت احتمال إجراء انتخابات مبكرة في نوفمبر المقبل كبيراً. في غضون ذلك؛ هبطت الليرة التركية إلى مستوى قياسي بلغ 2.82 مقابل الدولار تأثراً بهذه الأنباء، كما تراجعت الأسهم بشدة. وكان كثير من المستثمرين يأملون في التوصل إلى اتفاق بين «العدالة والتنمية» و»الشعب الجمهوري» المؤيد لسياسات السوق الحرة والمنتمي إلى يسار الوسط. ويخشى مستثمرون من خيارات أخرى لن تؤدي إلا إلى إطالة أمد حالة الغموض السياسي. وفشل حزب أردوغان وداود أوغلو في الفوز بالأغلبية في الانتخابات التي جرت في ال7 من يونيو الماضي، ما حال دون تشكيله الحكومة بمفرده للمرة الأولى منذ صعوده إلى السلطة في عام 2002. وأمام داود أوغلو حتى 23 أغسطس الجاري للعثور على شريك في الائتلاف الحكومي، وإلا سيدعو أردوغان بنفسه إلى انتخابات مبكرة.