نظم كرسي القرآن الكريم وعلومه بجامعة الملك سعود ورشة عمل بعنوان “تأصيل علم المصطلح”، بالتعاون مع مركز تفسير للدراسات القرآنية، في فندق مداريم كروان على مدي يومين ( 23-24 ربيع الأول 1433ه، الموافق 15-16فبراير 2012). أوضح ذلك المشرف على كرسي القرآن وعلومه مدير عام مركز تفسير للدراسات القرآنية الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري الذي أكد أن هذه الورشة هي الأولي من نوعها في السعودية حيث يقوم بتقديمها أساتذة من المغرب وهم أ.د.عزالدين البوشيخي أستاذ التعليم العالي بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، والدكتور مصطفى فوضيل من مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، والدكتور محمد أزهري من جامعة سيدي محمد بن عبدالله فى فاس، وتم انتخاب 35 باحثاً من المتخصصين في التفسير وعلوم القرآن والقراءات من الجامعات السعودية للمشاركة في هذه الورشة، مضيفاً أنها ورشة تدريبية تحاول أن تعرف بالمصطلح وتأصل للدراسات المصطلحية والتعميم بها لدى المتخصصين في الدراسات الإسلامية، وأشار الدكتور الشهري أن الورشة ناقشت قضايا تأصيل علم المصطلح وتحليله وطرح مجموعة من التساؤلات والتفريق الدقيق بين المصطلحات. وخلال اليوم الأول للورشة قدم أ.د عزالدين البوشيخي محاضرة بعنوان المصطلح: وظائفه وخصائصه وشروطه حيث عرض خلالها لعلم المصطلح بشقيه النظري والعملي بكيفية معالجة المصطلح بشروطه واستعماله وتوظيفه في المجالات العلمية والمعرفية. وفي محاضرة بعنوان المسألة المصطلحية ومفهومها وعلاقاتها ومجالاتها وموقعها في الشهود الحضاري أكد د.مصطفى فوضيل أن هناك عدة زوايا يجب أن ننطلق منها الزاوية الأولى هي الزاوية العلمية، لأننا نعتبر أن القرآن الكريم علم، بل هو العلم، وأن أي علم هو المدخل الطبيعي له هو مفاتيحه التي هي الألفاظ والمصطلحات والقرآن الكريم فيه عدد كبير من الألفاظ والمصطلحات، فمن هذه الزاوية علم المصطلح ذو اهتمام بالعمق بالقرآن الكريم، أما من الزاوية الحضارية حيث أن المصطلح الآن له حضور قوي على المستوى العالمي وكان له حضور قوي على المستوى التاريخي، لأنهم حين يتكلمون على المصطلحات يقولون إنها مفاتيح العلوم، فنحن نعيش الآن قضايا مصطلحات. وفي صباح اليوم الثاني، قدم الدكتور مصطفى فضيل محاضرة تهدف إلى التعريف بمنهج الدراسة المصطلحية وتميزه عن عدد من المناهج التي تدرس المصطلح، وهو منهج تبلور على يد فضيلة الشيخ الدكتور الشاهد البوشيخي الذي أشرف على تلاميذه في جامعة محمد بن عبدالله بفاس، حيث أنجز عدد من الباحثين بحوثاً في مختلف التخصصات في المصطلح، ونظراً لصعوبة هذا المنهج، ولحاجة الباحثين له، فقد عقد معهد الدراسات المصطلحية الذي يرأسه الشيخ البوشيخي دورات تدريبية للباحثين حتى يتمكنوا من فهم هذا المنهج، وحاول الدكتور فضيل في هذه المحاضرة تركيز وتلخيص هذا المنهج في معالمه الكبرى في مجموعة من الأركان الأساسية هي الإحصاء، والدراسة المعجمية، والدراسة النصية، الدراسة المفهومية ،العرض المصطلحي . وبعدها قدم الدكتور عز الدين البوشيخي محاضرة تطبيقية على مصطلح التغيير في القرآن الكريم. وفي مساء نفس اليوم قدم الدكتور محمد أزهري محاضرة بعنوان منهج الدراسة المصطلحية من أجل تفسيره وضبطه وإبراز قواعده وأركانه الخمسة والذي استقر منذ حوالي ثلاثة قرون وتبلور بهذا الشكل بعد إجراء العديد من البحوث والدراسات في تخصصات كثيرة من بينها القرآن الكريم وعلومه، ثم قدم عرضاً لنتائج الدراسة التى انتهى اليها البحث. ثم قدم الدكتور البوشيخي ورشة عمل حول إحصاء المصطلح، تلاه الدكتور أزهري في ورشة عمل الدراسة المعجمية اللغوية والاصطلاحية ثم ورشة عمل بعنوان الدراسة النصية والمفهومية ثم ختم الدكتور فوضيل بورشة بعنوان العرض المصطلحي ثم ختمت الدورة بمائدة مستديرة قدمت بعض الإضاءات حول الدراسة المصطلحية وأهميتها وضرورة تأصيل هذا العلم للمشتغلين بالبحث وبالتحديد في علوم القرآن الكريم، ودونت من خلالها أبرز توصيات هذه الورشة التدريبية، ثم قام سعادة الدكتور عبدالرحمن الشهري المشرف على الكرسي بتكريم المدربين والمتدربين وتسليمهم شهادات الحضور. الرياض | الشرق