أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، باختطاف تنظيم «داعش» الإرهابي عشرات المسيحيين من مدينة القريتين التي سيطر عليها في ساعةٍ متأخرة أمس الأول، بعد قتالٍ عنيف مع قوات نظام بشار الأسد، في وقتٍ ندَّدت منظمة آشورية ب«الهجمات على الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط». وتتبع القريتين محافظة حمص في وسط سوريا وتوصف ب «الاستراتيجية» نظراً لموقعها الجغرافي. واتهم المرصد مسلحي التنظيم الإرهابي باختطاف 230 مدنياً بينهم 45 امرأة و19 طفلاً من سكان المدينة والنازحين فيها، مؤكداً أن عشرات المختطفين من أتباع الديانة المسيحية. ونسب المرصد، في بيانٍ له أمس، إلى نشطائه الميدانيين، أن المسيحيين خُطِفوا من نقاط تفتيش وكنائس وأديرة أو خلال هجمات. ووصف مصير المختطفين ب «المجهول حتى الآن»، مشيراً إلى اعتماد الخاطفين على قوائم كانت بحوزتهم. ولفت مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إلى فقد مئات السكان المسلمين والمسيحيين الاتصال بأسرهم منذ سيطرة المتشددين على القريتين. وتقع المدينة قرب طريق يربط بين مدينة تدمر التاريخية وجبال القلمون على الحدود مع لبنان. ويسيطر «داعش» على أراضٍ في مناطق صحراوية إلى الشرق والجنوب من حمص منذ استيلائه على تدمر في مايو الماضي، فيما شن جيش النظام هجوماً مضاداً كبيراً لاستعادة السيطرة على المدينة الواقعة في منطقة تضم بعض أكبر حقول الغاز السورية. لكن الهجوم لم يحقق تقدماً كبيراً حتى الآن. واعتبرت جماعة مسيحية أشورية خطف مسيحيين في القريتين أحدث حلقة في سلسلة هجمات على الأقلية الأشورية، التي تعد إحدى أقدم الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط. وأبلغ المرصد الأشوري لحقوق الإنسان بأن قِسّين هما يعقوب مراد والراهب بطرس فرَّا من اثنين من الأديرة الواقعة في وسط سوريا وفُقِدَا في مايو الماضي في القريتين، لافتاً في الوقت نفسه إلى فرار 1400 أسرة على الأقل من المدينة إلى مناطق أكثر أمناً في مدينة حمص. وقتل «داعش» أبناء أقليات دينية وسنة لا يبايعون دولته التي أعلنها العام الماضي. وفي فبراير الماضي؛ اختطف مقاتلو التنظيم 250 مسيحياً آشورياً على الأقل بينهم كثير من الأطفال والنساء، في هجمات على قرى في شمال شرق سوريا في عملية خطف جماعي تزامنت مع هجوم شنته قوات كردية في نفس المنطقة، بدعمٍ من التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب. ولا يزال مصير كثير من هؤلاء المدنيين مجهولاً، كما لم يُعرَف مصير عددٍ من القساوسة الذين فُقِدوا، ويُعتقَد أن المتشددين خطفوهم. في سياقٍ مماثل؛ أبلغ نشطاء في مدينة الرقة (شمال شرق سوريا) عن اعتقال مسلحي «داعش» عدداً من المواطنين من على ضفاف نهر الفرات أمس، بدعوى تخلُّفهم عن صلاة الجمعة أمس. ونقل مرصد حقوق الإنسان عن نشطائه أن التنظيم سيعاقب المعتقلين بالسجن 3 أيام وجلد كلٍ منهم 50 جلدة.