كشف الدكتور صالح بن سعد الأنصاري الأستاذ المساعد في طب الأسرة والمجتمع بأن انتشار الأمراض التي نطلق عليها «أمراض العصر» أو «أمراض النمط المعيشي»، نتجت عن ضعف النشاط البدني بسبب تطور وسائل التقنية والرفاهية التي نعمت بها الإنسانية وبالذات في مجالي الاتصالات والمواصلات. وأبان د. الأنصاري خلال محاضرة قدمها ضمن فعاليات ملتقى المدينة الشبابية الذي ينظمه المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في جنوبجدة تحت شعار «وطن السلام» بأن التقدم السريع للمجتمعات الحديثة والرفاهية والراحة والخمول المفرط تسببت في كثير من الأمراض من أبرزها السمنة والسكري وأمراض الشرايين وجلطات القلب والدماغ وارتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام، والسرطانات وغيرها، مبيناً بأن هذه المشكلات تزداد انتشاراً بطريقة تدعو إلى القلق، ليس فقط لأنها تصيب نسبة عالية من الناس، بل لأنها أيضاً بدأت تظهر في أعمار مبكرة. وأشار إلى أن الإنسان لم يكن على مدى تاريخ البشرية أكثر خمولاً وأقل حركة مما أصبح عليه في السنوات الخمسين الأخيرة، مبيناً بأن الغالبية من الناس رغم معرفتهم بفوائد النشاط البدني مازالوا بعيدين عن المشي ممارسة وثقافة، مضيفا» ثقافة المشي والنشاط البدني ضعيفة في مجتمعاتنا، ونحن بحاجة إلى نشر هذه الثقافة وتعزيز ممارستها عملياً». وقال» أظهرت الدراسات بأن النشاط البدني يؤدي إلى تخفيض ضغط الدم، ويستمر هذا الأثر لعدة ساعات بعد انتهاء التمرين الرياضي، وتبدأ هذه الفائدة في الظهور بعد أسبوعين فقط من المشي المنتظم، لافتاً إلى أن الرياضة قد تغني المصابين بارتفاع ضغط الدم الخفيف عن الدواء، وبالذات مع المحافظة على الوزن الطبيعي. وأكد د. الأنصاري بأن المشي هو الرياضة المثالية التي يمكن التوصية بها للجميع من بين الأنشطة البدنية، لتحسين الصحة العامة لأكبر قدر ممكن من الناس، مقدماً وصفة ثلاثية للمشي الصحي، وهي أن يبدأ الإنسان بما يستطيع وأن يتوقف إذا تعب وأن يعود غداً لكي يستمر، مبيناً بأن 10 دقائق من المشي أفضل من لا شيء.