أشاد المشاركون في أعمال الندوة الدولية حول التناول الإعلامي للرموز الدينية في ضوء القانون الدولي بفرنسا، بجهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومواقفها الإيجابية في مجال مواجهة ظاهرة العنف والتعصب الديني والعرقي والثقافي ونبذ الإساءة للدين الإسلامي، ومطالبتها بوضع قرارات دولية لتجريم المتطاولين بالإساءة وذلك من خلال دعواتها السابقة أمام المجالس الدولية والأممية لحقوق الإنسان. معربين عن شكرهم وتقديرهم للمملكة ولحكومة خادم الحرمين الشريفين على المساهمة في رعاية هذه الندوة. ودعا المشاركون خلال البيان الختامي وتوصيات الندوة التي اختتمت أعمالها أمس في مدينة ليل الفرنسية، إلى تكوين فريق عمل من الخبراء لمتابعة تنفيذ توصيات نداء ليل من أجل احترام الأديان ومنع الإساءة إليها، لإيجاد الآليات المناسبة لتفعيل القرار الأممي رقم 65 / 224 من خلال تعزيز الشراكة العربية الأوروبية من أجل احترام الأديان وعدم الإساءة إليها ونشر ثقافة حقوق الإنسان، مطالبين الأممالمتحدة وكل المنظمات الإقليمية والدولية بالعمل على تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإفلات من العقاب نتيجة ارتكاب الإساءة إلى الأديان. وأدان العمليات الإرهابية التي تنشر الرعب والدمار وتقتل الأرواح البريئة باسم الدين، مؤكدين أن الإرهاب ليس له دين، ولا لغة، ولا قومية، ومشددين على أنه فعل إجراميٌّ يستهدف سلامة الإنسان وأمنه، ويهدد حياته وحياة المجتمعات الإنسانية. ودعوا المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود من أجل استئصاله والقضاء عليه، من خلال اعتماد مقاربة مندمجة ومتكاملة، تشمل المجالات التربوية والثقافية والإعلامية والاقتصادية والأمنية والتعاون الإقليمي والدولي. كذلك أدان المشاركون في أعمال الندوة الدولية حول التناول الإعلامي للرموز الدينية في ضوء القانون الدولي بفرنسا، قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك، مناشدين المجتمع الدولي حماية المقدسات الإسلامية وحرية العبادة في القدس الشريف. ودعوا المنظمات الدولية إلى تفعيل المواثيق والقوانين المبينة للحدود الفاصلة بين حرية الرأي والتعبير، وبين التجاوزات الناتجة عن التعسف في استغلال هذه الحرية من أجل الإساءة إلى الأديان، مع التأكيد على أنه ليس من حرية التعبير، ولا من حرية الإعلام، ولا من حرية الرأي، انتهاك حرمة الأديان، عادين ذلك مساسا بحقوق الإنسان ويتسبب في إثارة القلاقل والفوضى ويتناقض مع قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة. وحثوا الدول الأعضاء في الأممالمتحدة على تفعيل القرارات الصادرة عن مجلس حقوق الإنسان، وعن المندوبية السامية للأمم المتحدة لحماية حقوق الإنسان، وعن الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخاصة بمنع الإساءة إلى الأديان، وبالخصوص قرار الجمعية العامة لسنة 2011 م، مؤكدين أنه لا يجوز استغلال حرية التعبير كحق من حقوق الإنسان، للإساءة أو الازدراء أو الفتنة أو الافتراء من قِبلِ بعض أهل الأديان على بعض، أو من اللادينيين والعلمانيين على أهل الأديان. يذكر أن المملكة شاركت في هذه الندوة إلى جانب ممثلين من 16 دولة أوروبية وعدد من المنظمات الدولية تتقدمها اليونسكو ومنظمة التعاون الإسلامي و«أيسيسكو» ورابطة الجامعات الإسلامية وعدد من وزارات الشؤون الإسلامية في بلدان العالم الإسلامي.